تعريف الإيمان بالغيب وما معنى الإيمان بالغيب

0 تصويتات
سُئل أغسطس 6، 2023 في تصنيف حل المواد الدراسية الابتدائية بواسطة alaistfada (2,365,160 نقاط)

الغيب والشهادة وجهان متقابلان فعالم الشهادة يدلنا على عالم الغيب؛ وعالم الغيب يفسر لنا كثيراً من عالم الشهادة؛ وعالم الغيب ليس عالماً من الأوهام والخيالات ولكنه عالم من الحقائق واليقينيات الكبرى لا يوفق للتسليم بها إلا من ملأ الله قلوبهم بالإيمان، وقد كلفنا الله سبحانه وتعالى بالإيمان بالغيب وجعله صفة من صفات المتقين قال تعالى : آلَم، ذَلِكَ الْكِتَبُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ. الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَوَةَ وَمَا رَزَقْنَهُم يُنفِقُونَ. وفي هذا الدرس تتبين معنى الغيب، وطرق التعرف على عالم الغيب وفضل الإيمان بالغيب، وما يؤدي إليه الإيمان بالغيب. 

معنى الإيمان بالغيب

الغيب هو ما غاب عنا ولم تستطع إدراكه بحواسنا، وقد أخبرنا الله عزوجل عن كثير من أمور الغيب، وكذا الرسول الأمين الله مثل صفات الله عزوجل، وعالم ما بعد الموت مثل عذاب القبر ونعيمه والحشر والحساب والجنة والنار، وعن عوالم خلقها الله مثل الملائكة والجن، وغير ذلك مما لا يقع تحت طائلة الحس من الأمور الغيبية التي لا تملك إلا التصديق والاعتقاد بوجودها ووقوعها.

الغيب النسبي

في ذات الإنسان أشياء كثيرة لا يستطيع الإنسان إدراكها بواسطة وسائل الإدراك الحسية ( البصر والسمع، والشم والذوق واللمس، ولكنه يشعر بوجودها في داخل كيانه مثل الانفعالات والعواطف والروح والعقل؛ وذلك كله غيب. وهناك وسائل التقريب بعض الأشياء الخفية إلى مدركاتنا؛ فالأجسام البعيدة التي لا نستطيع إدراكها بالعين المجردة قربها لنا المنظار وحولها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، وما في باطن الأرض من ثروات استطاع الإنسان اكتشافها وإخراجها والانتفاع بها، وهكذا في سائر صنوف المادة الدنيا وهناك من المواد ما لا نستطيع إدراكها إلا بآثارها مثل التيار التيار الكهربائي والذرة وقوة الجاذبية فقد بين لنا العلم آثارها، والتجارب أظهرت لنا الخطوات التي نتبعها للحصول على المؤثر وتقيس آثاره كل ذلك من عالم الغيب الذي قد يتمكن الإنسان من اكتشافه وتحويله من عالم المجهول إلى عالم المعلوم وهذا هو الغيب النسبي. 

الغيب المطلق

هناك أشياء تظل معرفتنا بها بعيدة عن حدود قدراتنا العقلية والذهنية، ولا يستطيع الإنسان إدراك حقيقتها إلا بواسطة العلم الذي يأتينا من الله عز وجل، مثل تبين حقيقة الملائكة، وحقيقة الجن وهي عوالم تسبح في ملكوت الله ولا نستطيع إدراكها بأي وسيلة من الوسائل المتاحة للإنسان إطلاقاً، وهذا هو الغيب المطلق، وهو المقصود بالغيب الذي وصف الله به المتقين في سورة البقرة بأنهم الذين يؤمنون بالغيب.

طريق التعرف على عالم الغيب

لا تستطيع مدركات عقولنا أن تقف على حقيقة عالم الغيب مهما بلغنا من التقدم العلمي ومهما استخدمنا أدوات الكشف الحديثة الهائلة؛ ولابد من وسيلة للعلم به خارجة عن مجال تصورات العقل البشري وحدوده والمرسلين المتصفين بالصدق والأمانة وبلغوه إلينا بشكل يقيني واضح ؛ هو الوسيلة الوحيدة المعرفة عالم الغيب والوقوف والوحي الذي أنزله الله على الأنبياء على حقيقته. وليس كل عالم الغيب متاحاً لنا إدراكه بواسطة الوحي، فلا يصل إلينا إلا ما يريد الله أن تعلمه، وتظل هناك أمور غيبية لا يعنينا من أمرها شيء قال تعالى :{ ولا يحيطون بشيء مِنْ عِلْمِهِ إِلا بما شاء } ، { قُل لَّا يعلم من فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ }. ولذلك على العقل أن يستوعب العلم الحاصل عن طريق الوحي ويتغذى بمعارفه في كل ما لا يستطيع الوصول إليه عن طريق أدوات الحس العادية . أما الغيب النسبي فقد يصبح متاحاً لنا إدراكه بواسطة التقدم العلمي، مثل إدراك بعض أسرار تكون الجنين، ومعرفة سطح القمر، واسترجاع بعض حوادث التاريخ القديمة بواسطة الكشوف الأثرية، وغير ذلك مما كان غيباً ثم انتقل بواسطة التقدم العلمي إلى عالم الشهادة.

الغيب والحقيقة

كل ما أخبر به الله عز وجل من عالم الغيب هي حقائق موجودة وجوداً حقيقياً وليست أوهاماً أو خيالات، ولكننا لا تستطيع إدراكها بواسطة أدوات الإدراك العادية. فالملائكة حقيقة واقعية ولها وجود في عالم الواقع ذكرهم الله في القرآن وشاهدهم الرسول في مواقف معينة، أما الجن فقد ذكرهم القرآن الكريم ووردت احادیث بلقائهم رسول الله، وإسلام بعض قبائلهم ؛ فهم كذلك حقيقة لها وجود في عالم الواقع، أما الجنة والنار فإن الآيات القرآنية والاحاديث النبوية تضافرت على وجودها، وعلى هذا الأساس فإن جميع عالم الغيب المذكور في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حقيقة، منه ما كشفه الله لرسوله وأطلعه عليه، ومنه ما استأثر الله يعلمه ولم يكشفه لأحد. خلقه كما قال تعالى : علمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ) فما يأذن الله به من الغيب يطلع عليه رسله في حدود ما يعينهم على تبليغ دعوة الله للناس. 

فضل الايمان بالغيب

1- الإيمان بالغيب من صفات المتقين وهو دليل على حسن استعداد النفوس لتلقي حقائق الدين والتصديق بها والعمل بها، ولهذا جاءت هذه الصفة في أول صفات المتقين في أول سورة البقرة قال تعالى : آلم، ذاك المكتب لاريب فيه هدى للمتقين* الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصَّلَوَةَ وَمَمَا رَزَقْنَهُمْ يُنْفِقُونَ }.

2- الإيمان بالغيب سمة من سمات الإنسان ارتقى بها عن مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه، ولذلك فالإيمان بالغيب يفضل على الإيمان بالمشاهدة قال عبد الرحمن بن يزيد : كنا عند عبد الله بن مسعود جلوساً فذكرنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وما سبقونا به فقال عبد الله بن مسعود : إن أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، كان بيننا لمن رآه ثم قال : والذي لا إله غيره ما آمن من أحد قط إيماناً أفضل من إيمان بغيب، ثم قرأ صدر سورة البقرة إلى قوله تعالى: (وأولَئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) وفي حديث آخر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم له سئل: هل من قوم أعظم منا أجراً ؟ آمنا بالله واتبعناك، قال : « ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء ؟ بل قوم بعد كم ياتيهم كتاب بين الوحين يؤمنون به ويعملون بما فيه أولئك أعظم أجرا منكم مرتين.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
تم الرد عليه أغسطس 6، 2023 بواسطة alaistfada (2,365,160 نقاط)
تعريف الإيمان بالغيب وما معنى الإيمان بالغيب؟

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل أكتوبر 21، 2022 في تصنيف حل المواد الدراسية المتوسطة بواسطة موقع الاستفادة
مرحبًا بك إلى موقع الاستفادة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...