مكونات المنهج المدرسي : يشبه المنهج المدرسي في هيكله ومضمونه البناء الذي يقوم على أسس وأعمدة ويتكون بعد اكتماله من مدخل وحجرات وكلما كانت أسس البناء راسخة قوية، جاء البناء متينا متماسكا كذلك المنهج فهو يرتكز على مجموعة من الأسس ويتكون من مجموعة من العناصر المكونات وقد سلف الحديث في الباب السابق عن أسس بناء النهج المدرسي، وفي هذا الباب نتحدث عن مكونات المنهج المدرسي بمفهومه الحديث الذي تبنيناه في هذا الكتاب وهي: الأهداف، المحتوى الدراسي، طرائق التدريس، الأنشطة التعليمية، الوسائل التعليمية، التقويم، المدرسي لا تستبين وسنبدأ حديثنا بالأهداف التي تعد مدخلا مناسبا للمنهج ملامح المكونات الأخرى للمنهج من دون هذه الأهداف فكلما كانت أهداف المنهج واضحة ومحددة ساعد ذلك على حسن اختيار المكونات الأخرى وتنظيمها وترابط أجزائها من أجل أن تسهم مجتمعة ومتكاملة في تحقيق تلك الأهداف وبالتالي نجاح المنهج في إنجاز مهمته وبلوغ غاياته.
ونشير هنا إلى أن تناول مكونات المنهج منفصلة عن بعضها لا يعني استقلالها وعدم اتصالها وترابطها ببعضها بل تشكل في ضوء المفهوم الحديث للمنهج المدرسي منظومة متكاملة الأجزاء متحدة العناصر تعمل في تكامل وترابط واتساق بحيث تتفاعل مع بعضها، ويؤثر كل منها في الآخر ويتأثر به وإنما تأتي دراستها منفصلة عن بعضها بهدف البيان والتوضيح ومع ذلك سنحاول تأكيد تكاملها كلما وجدنا لذلك سبيلا من خلال تناول تلك المكونات واحدا بعد الآخـر على الصفحات التالية.
مستوى التجريب؟
يتطلب هذا المستوى أن ترفع المراقبة عن التلميذ تدريجياً بحيث يعمل بشيء من الحرية والتصرف وقد يجرب التلميذ عمل شيء ما اعتمادا على ما شاهده ولاحظه من قبل ولكنه ليس تقليداً حرفياً له يكتسب التلميذ في هذا المستوى ثقة بالنفس ويتعرف على أخطائه في العمل ويتلافاها من خلال محاولته المتكررة.
هذا ومن الأفعال التي تستخدم في صياغة أهداف التدريس عند هذا المستوى يؤدي، يجرب، يعمل، ينفذ، ينتج، يحاول، يتبع تعليمات نظرية في عمل شيء ما يطبق ما تعلمه في.
مستوى الممارسه؟
في هذا المستوى يبدأ تكوين المهارة فعلاً حيث يصبح أداء التلميذ تلقائياً سلساً فيؤديه بسهولة وبثقة ومن مظاهر الأداء في هذا المستوى زيادة سرعة العمل وقلة الأخطاء وزيادة الإنتاج كما يقل المجهود الذي يبذله التلميذ فيقل إحساسه بالتعب أو شعوره بالملل فالممارسة تتطلب بالضرورة تكرار أداء العمل، فيتعوده الفرد ويألفه.
ومن الأفعال التي تستخدم في صياغة أهداف التدريس عند هذا المستوى ينتج كميات، يعمل بثقة، يؤدي بقليل من الأخطاء، بتدريب على، يصنع، يعمل بكفاءة نسبية، يعرض طريقة عمل.
مستوى الإتقان؟
مستوى الإتقان هو الدلالة على تكوين المهارة حيث يعمل المتعلم بسهولة وبسرعة تكاد تكون آلية ويتصف الأداء في هذا المستوى بالجودة والإتقان وبالاقتصاد في الخامات والزمن والمجهود فيعمل التلميذ دون تردد ودون تركيز مرهق وتقل أخطاؤه أو تكاد تتلاشي ويزداد إنتاجه.
ومن الأفعال التي تستخدم في صياغة أهداف التدريس عند هذا المستوى يجيد، يتقن، ينتج بسرعة أو بكثرة، يعمل بثقة، يتحكم في.
مستوى الإبداع؟
الإبداع هنا هو إبداع حركي بمعنى قدرة المتعلم على إحداث نماذج حركية جديدة لمقابلة موقف معين أو مشكلة محددة ومعلوم أن القدرة على الإبداع تتأتي من:
والمعروف أنه لكي نحكم على أداء ما بأنه أداء ماهر لابد أن يتصف بالدقة والصواب والسرعة مع الاقتصاد في الخامات المستعلمة إن وجدت وفي الوقت وفي الجهد ويبنى التدرج المقدم هنا على أساس مراحل تكوين المهارة كما يلي: