أوجه الخلاف بين اللغات الساميه

0 تصويتات
سُئل سبتمبر 24، 2022 في تصنيف حل المواد الدراسية الابتدائية بواسطة alaistfada (2,365,160 نقاط)
أوجه الخلاف بين اللغات السامية : ومع هذا التشابه والتقارب بين هذه المجموعة من اللغات يوجد بينها اختلافات كثيرة تميز كل لغة عن غيرها وأهم

هذه الخلافات ما يلي :

1- الاختلاف في أداة التعريف فهي في العربيةال في أول الاسم وفي العبرية وبعض اللهجات العربية البائدة حرف ه في أول الاسم وفي السبئية حرف ن في آخر الكلمة وفي الآرامية حرف أ في نهاية الكلمة ولا يوجد في الآشورية البابلية ولا الحبشية أداة للتعريف مطلقاً.

2- الاختلاف في علامة الجمع فهي في العبرية حرفا يم للمذكر و واو وتاء للمؤنث وفي الآرامية حرفا ين وفي العربية يستعمل للدلالة على جمع المذكر السالم واو و نون أو ياء و نون في آخر الكلمة و ألف و تاء في آخر الكلمة للدلالة على جمع المؤنث السالم.

3- الاختلاف في الأصوات العربية ذ غ ظ ض لا أثر لها في العبرية والصوتان العبريان ب و ف y v^ prime prime وجود لهما في العربية ولا وجود للأصوات ع ق س في البابلية وأغلب ما يأتي في العبرية بالسين يأتي في ة العربية والحبشية بالشين والعكس بالعكس وبعد هذه الإشارة السريعة إلى هؤلاء الأقوام الذين عاشوا منذ القدم 4 ^ 3 أجزاء مختلفة من قارتي أسيا وأفريقيا وقامت لهم حضارات متعاصرة أو متعاقبة واطلق عليهم اسم الساميون وعلى لغاتهم اسم اللغات السامية وبالاعتماد على نص من سفر التكوين وظهر ما يعرف باسم النظرية السامية.

فالسامية تسمية حديثة عهد أول من استخدمها العالم الألماني شلوتزر في أواخر القرن الثامن عشر فهي تسمية حديثة شاعت وأصبحت علما على هذه المجموعة من الشعوب عند عدد كبير من العلماء في الغرب ومن سايرهم من العرب على الرغم أن هذه التسمية لا تستند إلى واقع تاريخي أو إلى أسس علمية عنصرية صحيحة أو وجهة نظر لغوية إن هذا التصنيف للبشر الذي ورد في التوراة ليس إلا من باب الترهات التي دونها الحاخامات ورجال الدين اليهودي فهو لا يتند إلى أية حقيقة علمية كما أنه لا يقوم على اية اعتبارات لغوية أو عرقية أو جغرافية إن شلوتزر الذي اقترح هذه التسمية كان يهدف من ورائها تحقيق أهداف سياسية تخدم مصالح الدول الأوربية الاستعمارية ويقول الدكتور نعيم فرح وقد اكتسبت هذه النظرية مفهوما سياسيا حيث اهتم بها بعض المستشرقين الأوروبيين لتحقيق خدمات حكوماتهم في استعمارها أقطار الوطن العربي وكان معظم هؤلاء المستشرقين من رجال اللاهوت أو من اليهود التوراتيين كما كان بعضهم من الجواسيس والسفراء و رجال الاستخبارات وما شابه ذلك كما تخدم الصهيونية العالمية التي نشطت في تلك الفترة من أجل إقناع يهود العالم بالهجرة إلى فلسطين لإقامة وطن قومي لهم وقد أصبحت فلسطين مركزاً يهودياً روحانيا مهما منذ القرن السادس عشر أي إبان الفترة التي عاشت فيها سائر الطوائف بالشرق في حالة لا مثيل لها من التردي والركود الفكري إن الزعم بوجود جنس سام زعم باطل ووهم لا صحة له إنه من قبيل الدعاية السياسية التي تهدف إلى تحقيق أطماع استعمارية والعمل على تحطيم الجذور التاريخية للأصول العربية وهدم وحدتها من أجل قطع حاضر هذه الأمة عن ماضيها لتبقى عاجزة عن إدراك ذاتها ومعرفة طاقاتها إنه زعم من باب الأساطير التي تحدثنا عن أقوام وشعوب ليس لهم وجود في الواقع كما أنه بعيد عن الموضوعية وليست له أية صفة علمية لذا فقد رفضه كثير من العلماء يقول سبيتنوموسكاتي عند حديثه عن النظرية السامية : هي نظرية تنتمي إلى ميدان الدعاية السياسية التي عفت آثارها الآن أكثر مما تنتمي إلى العلم الجاد وقد نبذها علماء الأجناس عن حق إن هذه الشعوب التي أطلق عليها خطأ اسم الساميون هي في الحقيقة الأمر قبائل عربية هاجرت بفعل العوامل الطبيعية من جزيرة العرب بحثا عن الماء والمكلا ومنهم تفرعت الأقوام الأخرى يؤكد هذا القول ما ذهب إليه كثير من العلماء الباحثين في اصل الأجناس والسلالات إلى أن العرب هم الأصل للعرق السامي ومن أورمتهم تفرعت الأقوام الأخرى وتشعبت قبائلها ولهذا الفريق شواهد تاريخية و عرقية و لغوية يدعم بها حجته ويثبت آراءه إذا كنا قد تجرأنا بفرضنا السابق من أن العرب هم الأصل للعرق السامي إن وجد عرق سام وأن اللغة العربية هي أصل اللغات السامية فهل يمكننا أن نتقدم خطوة إلى الأمام في محاولة.

لإثبات هذا الافتراض ؟

إن الحديث في هذا المجال شاق ومعقد لأن حل قضاياه عائمة بلفها الغموض كما أنها متشابكة جدا لا تكاد حدودها تتضح ولعل السبب في ذلك أن هذا الموضوع بني منذ بدايته على افتراض توراتي لا يقوم على دليل علمي و لا أساس له من الصحة إن كثرة الآراء وتزاحمها وكثرة التخمينات والتخريصات والاجتهادات في هذا المجال جعلت منه أمرا يصعب اكتشاف كنهه وإدراك غوره مما جعل من العسير علينا أن نقول فيه يقول أو نحزم فيه باي قاطع ولكن بعد طول مراجعة وكثرة إطلاع على كتب التاريخ وكتب تاريخ اللغات واللهجات إلى جانب الكتب التي تبحث في الحضارات القديمة تجمع لدينا عدد من الآراء والأقوال لعدد كبير من العلماء العرب وغير العرب وبعد دراسة هذه الآراء وتلك الأقوال وتمحيصها والمقارنة بينها أمكن الاعتماد عليها أو الاستتقاس بها من أجل تدعيم فرضنا السابق.

وطن الساميين الأصلي :

اختلف الباحثون اختلافا شديدا في تعيين الموطن الأصلي للساميين وتباينت آراؤهم في تحديد البقعة التي عاش فيها سام بن نوح وذريته وحاول كل فريق أن يتلمس بعض الأمور التي يدعم بها زعمه وأن يجد له سندا يعتمد عليه فلجا فريق منهم إلى الأساطير والماثورات القصصية وما دار حول الطوفان وسفينة نوح والمكان الذي رست فيه ولجا بعضهم إلى الاعتماد على تشابه بعض الكلمات في لغات تلك القوام كألفاظ أسماء النباتات والحيوانات وأعضاء الإنسان وبعض الظواهر الطبيعية ولجا فريق آخر إلى الاعتماد على خصب البقعة التي زعم أنها موطن سام فالأرض الخصبة لابد من أن تكون مكانا للعيش ومهدا للحضارة ويمكن استخلاص خمسة آراء في تحديد هذا الموطن كلها لا يعتد بها في هذا الأمر ولا يعول عليها في تحديد موطن حقيقي للساميين وهذه الآراء

الرأي الأول :

قال به كل من ارنست رينان وفرانسوا لنورمان وفرينز هومل وييترز وأغناطيوس جويدي ويذهب القول بان موطن الساميين الأصلي هو شمال شرق جزيرة العرب أي جنوب العراق وذلك لوجود بعض الكلمات التي تتشابه في اللغات السامية المختلفة كأسماء النباتات والحيوانات وغيرها هذا ما جعل جويدي يجزم بأن سهول العراق لابد أن تكون الموطن الأصلي للساميين ولاسيما إذا أضفنا إلى ذلك أن البابلية الأشورية توجد منها نصوص مكتوبة منذ الألف الرابع قبل الميلاد وهي أقدم كتابة في تاريخ الساميين على الإطلاق ويعلق الدكتور حسن ظاظا على هذا الزعم بقوله ولكن هذه النظرية أيضا مجروحة لسبب بسيط جدا وهو أن أحد الملوك الساميين الأول في العراق وهو الملك سرجون الأول الأكادي حوالي سنة2600 قبل الميلاد كتب عن أصله في نقش مشهور ما يفهم منه صراحة أنه وعشيرته نزحوا إلى العراق من شرقي جزيرة العرب

الرأي الثاني :

ويذهب إلى أن مرتفعات کردستان وأرمينيا هي موطن الساميين الأصلي معتمدا على كثير من الأساطير التوراتية والمأثورات القصصية التي تدور كلها حول تحديد المكان الذي رست فيه سفينة نوح بعد الطوفان وزعم أنه جبل آرارات بإرمينيا وهذا الفرض ليس صحيحا إذ لو كانت سفينة نوح قد رست في هذه المنطقة لكانت هذه لمنطقة موطنا لجميع البشرية لا للساميين وحدهم.

الرأي الثالث : ويقول أن إفريقيا وبلاد الحبشة هي ذلك الموطن الأصلي للساميين وكان المستشرق تيودور نولدکه اشهر من قال بهذا الرأي, معتمدا على بعض التشابه بين اللغات السامية والحامية التي يذهب بعض العلماء إلى اعتبارها لغة سكان إفريقيا الحاميين ويمكن دحض هذا الرأي بالسؤال الآتي لم اندثرت اللغات السامية من إفريقيا وبقيت الحامية

الرأي الرابع :

فيذهب إلى أن بلاد سوريا أرض كنعان هي الموطن الأصلي لهؤلاء الأقوام وبه قال المستشرق الأمريكي كلاي وهو افتراض تعوزه الدقة لأنه بني على بعض المقارنات بين الأساطير والماثورات الشعبية وحاول أن يستنتج رأيه هذا من تلك المقارنات وهي دراسة لا يعتمد عليها لإثبات حقائق علمية خاصة إذا كانت تلك الحقيقة تعيين وطن أصلي لأقوام عاشت في عصور سحيقة من القدم ولا يستطيع أحد أن يعرف عنهم شيئا إلا بالاعتماد على الكشوف الأثرية والحفريات وما يكتشف من نقوش تشير إلى بعض جوانب حياتهم أو تدل على بعض أخبارهم.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
تم الرد عليه سبتمبر 24، 2022 بواسطة alaistfada (2,365,160 نقاط)
الرأي الخامس :
ويذهب إلى القول بأن جنوب غرب جزيرة العرب اليمن هو الموطن الأصلي للساميين نظرا لخصب تلك المناطق ولوجود بعض الألفاظ المشتركة بين اللغتين السبتية والعبرية هذه هي المناطق التي دار حولها التخمين بأن أحدهما لابد هو الموطن السامي الأول وإذا نظرنا على تلك المواقع التي افترض العلماء أن موطن الساميين لا يخرج عن واحد منها وجدناها في معظمها تقع على تخوم جزيرة العرب و مشارفها سواء من شمالها الشرقي أو شمالها أو شمالها الغربي أو جنوبها الغربي أو غربها, وهذا يؤكد أن الساميين لابد قد خرجوا من جزيرة العرب طلبا للماء والكلا. وقد دفعت بهجرات متتالية عمرت مناطق شاسعة من شرق البحر المتوسط ووادي النيل والساحل الغربي للبحر الأحمر حتى عدت هذه الجزيرة مصدرا هاما للهجرات البشرية فقد ذهب معظم المؤرخين إلى القول بأن مصادر الهجرة البشرية ثلاثة أواسط آسيا بالنسبة لشرق آسيا. وأستراليا وشمال أوروبا والجزيرة العربية بالنسبة لحوض البحر المتوسط وإفريقيا ووادي النيل وجنوب إفريقيا وأمريكا مصدر هجرتها غير محدد ومعروف فليس لنا بد من أن تتمثل ما يذكره العلماء من أن الجزيرة العربية كانت في حقبة من الحقب مصدرا يوزع على العالم الثروة البشرية أما السبب في تلك الهجرات من داخل الحزيرة العربية إلى خارجها فيعود إلى ما أصابها من جفاف لأنهارها وتصحر لأراضيها مما أجبر سكانها على الهجرة ويؤكد لنا جواد على هذا الأمر بقوله وقد رأى بعض العلماء أن جزيرة العرب كانت في عصر البلايستوسين Pleistocene خصبة جدا كثيرة المياه تتساقط عليها الأمطار بغزارة في جميع فصول السنة وذات غابات كبيرة وأشجارها ضخمة كالأشجار التي نجدها في الزمان الحاضر في الهند وإفريقيا وأن جوها كان خيرا من حو أوروبا في العصور الجليدية التي كانت تغطي الثلوج معظم تلك القارة مك ثم أخذ الجو يتغير في العالم فذابت الثلوج بالتدريج وتغير جو بلاد العرب بالطبع حدث هذا التغير في عصر النيوليتك Neolithic أو عصر الكالكوليتك Chalcolithic ولم يكن هذا التغير في مصلحة جزيرة العرب لأنه صار يقلل من الرطوبة ويزيد في الجفاف ويحول رطوبة التربة إلى يبوسة فيميت الزرع بالتدريج ويهيج سطح القشرة فيحولها رمالا وترابا ثم صحاري لا تصلح لإنبات ولا لحياة الأحياء وما يجعلنا نجزم بأن الجزيرة العربية كانت ذات جو مطير وذات غابات وأشجار قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض وحتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا فالرسول عليه الصلاة والسلام في قوله حتى تعود يؤكد أن هذه الجزيرة كانت مروجا وانهارا لكثرة الأمطار وطيب الجو وأنها ستعود كما كانت مروجا وانهارا وهذا ما ذكره كثير من المؤرخين عن طبيعة جزيرة العرب وصفات أنهارها.
وخصائصها وأن مناخها قد تغير لتصير إلى الجفاف والتصحر وهناك رأي آخر يذهب إلى أن الموطن الأصلي للساميين هو جزيرة العرب, وقد قال بهذا الرأي عدد كبير من العلماء والمستشرقين, يقول الدكتور حسن ظاظا : "هناك رأي أخير ذهب إليه من أوائل المستشرقين إيرهارد شرادر وايده من بعد فنكلر, وتيله . والأب فنسان . والأثري الفرنسي جاك دي مورجان, والمستشرق الايطالي كايتاني, وهو يرى أن الموطن الأصلي للساميين كان شبه الجزيرة العربية وهذا ما أكده إسرائيل ولفنسون بقوله :"والذي يمكننا أن نجزم به هو أن أكثر الحركات والهجرات عند أغلب الأمم السامية التي علمنا أخبارها وأسماءها كانت من نزوح جماعات سامية من أرض الجزيرة إلى البلدان المعمورة الدانية والقاصية في عصور مختلفة, فأقدم مجرة سامية اتجهت إلى بابل كانت من ناحية جزيرة العرب.... وكذلك هاجرت البطون الكنعانية والآرامية تاركة بلاد العرب, وكان لحوادثها أثر عظيم في حياة العالم القديم, ثم كانت الهجرة الإسرائيلية التي فتحت بلاد فلسطين بعد أن صدرت من الجزيرة العربية . وقد كان شبرنكر أول القائلين عام 1861م بان اواسط شبه الجزيرة هي الموطن الأول للساميين.
ندرك مما سبق أن العلماء والمؤرخين يكادون يجمعون على أن جزيرة العرب هي الموطن الأصلي لتلك القبائل والشعوب التي هاجرت منها متاثرة بما أصابها من جفاف وتصحر أدى إلى تعسر الحياة فيها وأوجب الرحيل عنها طلبا للماء والمرعى, وقد أطلق على هذه القبائل " القبائل السامية " بناء على ذلك الافتراض الذي يزعم أنها من نسل سام بن نوح ، ولكن لم كانت هذه البلاد وطنا لسام ؟ هل أن سفينة نوح قد رست فيها ؟ أم أن ساما وذريته قد وجدوا في مكان آخر ثم هاجروا إليها؟ وإن كانوا قد هاجروا إليها, فما سبب هجرتهم ؟ ومن أين أتوا ؟ ثم إن المكان الذي سكنوه قبل هجرتهم إلى جزيرة العرب أولى بان يسمى موطنهم الأصلي . أسئلة كثيرة تجعلنا أمام حيرة واضطراب, لكن هذه الحيرة وهذا الاضطراب يمكن تبديدهما إذا قلنا أن هذه الشعوب والقبائل شعوب وقبائل عربية وجدت في جزيرة العرب منذ فجر التاريخ وعاشت في هذه البلاد وشيدت فيها حضارات علمنا بعض اخبارها مما توفر من نقوش تدل على ذلك . وبعد أن بدأ التصحر يلف هذه البلاد . تحركت تلك القبائل في هجرات متتالية خارج مناطق التصحر والجفاف باحثة عن أسباب الحياة والاستقرار التي ترتبط بالماء والكلأ .فكانت القبيلة أو المجموعة المهاجرة تبقى سائرة إلى أن تجد ضالتها فتحط عصا الترحال وتقيم في ذلك المكان ، ولم تكن كل القبائل لتسير في نفس الطريق وتتجه نفس الاتجاه فاستقر بعضها في الشمال الشرقي للجزيرة العربية في جنود العراق وعلى سواحل الخليج.
تم التعليق عليه سبتمبر 24، 2022 بواسطة alaistfada (2,365,160 نقاط)
العربي حيث مصب دجلة والفرات. واستقر البعض الآخر في بلاد سوريا حيث المياه والأنهار واستقر البعض في اليمن . وهكذا مما جعل علماء الآثار يكتشفون نقوشا متشابهة اللغة في هذه المناطق مما أدى إلى تخبطهم واضطراب أرائهم في تحديد الموطن السامي الأصلي .وقد رأى عدد من المؤرخين والعلماء أن من الخير لنا وللحقيقة العلمية أن نطلق على هذه الشعوب التي نزحت من جزيرة العرب اسم الشعوب العربية, يقول الدكتور أحمد سوسة : "يرى بعض الاختصاصيين وجوب تسمية هذه الأقوام بالأقوام العربية لتشمل كل من سكن الجزيرة العربية وخرج منها . لأن العرب والساميين شيء واحد وهذا ما أكده الدكتور جواد علي بقوله :" لقد قلت إن مصطلح الشعوب العربية هو اصدق اصطلاح يمكن إطلاقه على الشعوب, وإن الزمان قد حان لاستبدال مصطلح " عربي " و" عربية " ب" سامي " و" سامية " ولم تقتصر وجهة النظر هذه على المؤرخين العرب, بل إن المؤرخ الفرنسي بيبر روسیه بری ان الساميين لم يوجدوا في الحقيقة, وأن وجودهم كان من وحي الخيال ومن الوهم, وأن الأقوام التي وجدت في الواقع وانشات حضارات واسعة وفرضت الاستقرار على تلك المناطق التي وجدت فيها هم العرب, فيقول :" كل شيء يمكن أن يكون بسيطا لو أننا بدل أن تتحدث عن الساميين - الأبطال الوهميين - نتحدث عن العرب, عن الشعب الذي وجد في الواقع, له كيان اجتماعي ثقافي ولغوي دائم, الشعب الذي منح الحياة والتوازن للبحر المتوسط منذ آلاف السنين إن ذلك الجفاف والتصحر الذي بدأ يزحف إلى جزيرة العرب منذ حقب طويلة من الزمن سبقت ميلاد المسيح بآلاف السنين لم يكن ليشمل أرض الجزيرة كلها في أن واحد, بل كان زحفا تدريجيا ذا تأثير محدود في جو تلك البلاد وفي طبيعة اراضيها, ولازمه زحف بشري في موجات متتالية إلى خارج تلك الجزيرة بحثا عن مقومات الحياة في تلك الأزمان " ويري كيتاني أن هذا التغير الذي طرأ على جو جزيرة العرب إنما ظهر قبل الميلاد بنحو خمسة آلاف سنة . وعندئذ صار سكان بلاد العرب وهم الساميون ينزحون عنها أفواجا للبحث عن مواطن أخرى يتوفر فيها الخصب والخير, وحياة أفضل من هذه الحياة التي أخذت تضيق أكثر منذ هذا الزمن سكان بلاد العرب هم الساميون . كما قال كيتاني, لست أدري لم أطلق عليها اسم بلاد العرب إذا كانت موطنا للساميين !! ولماذا لم يطلق عليها بلاد الساميين ؟ علما أن الموطن السامي الأول لا يزال مجهولا حتى الآن, ولم يستطع العلماء أن يتفقوا على رأي واحد فيه, كما أنه من المعروف إطلاق اسم الجماعة البشرية على الأره التي عاشت فيها, أو قد يطلق اسم الأرض على القوم الذين عاشوا فيها, وقد خالف كيتاني هذا العرف فلم يطلق اسم الجماعة البشرية على الأرض التي عاشت عليها , ولم ينسب الجماعة إلى تلك الأرض، فهو لم يقل العرب سكان بلاد العرب . وقد حدد زمن تأثر تلك البلاد بالجفاف

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع الاستفادة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...