اللغة العربية بين اللغات الساميات؟
بعد هذا العرض السريع لتاريخ الساميين ومحاولة توضيح حقيقة النظرية السامية وحقيقة تلك الشعوب و الأقوام التي أطلق عليها خطأ اسم الساميون وبعد أن عرفنا أنهم عرب هاجروا من جزيرتهم بعد أن أصابها الجفاف و التصحر إلى أماكن أكثر أمنا وملاءمة للحياة يجدر بنا التحدث عن لغات هؤلاء الأقراء ومحاولة الوقوف على خصائصها ومدى تطورها وبعدها عن اللغة الأم خرجت تلك القبائل في موجات متتالية اتجهت كل مجموعة منها إلى جهة معينة حاملة معها لهجتها الخاصة بها التي أخذت في الابتعاد التدريجي عن الأصل بسبب بعدها عن الأم والتطور اللغوي الذي يرافق اللغات والظروف البيئية الجديدة واحتكاكها بغيرها من اللغات مما أسهم في تكوين صفات خاصة لهذه اللهجة أو تلك أدت في النهاية إلى قطع أواصر الصلة بينها وبين أمها من جهة وبينها وبين أخواتها من جهة أخرى فأخذت تستقل شيئا فشيئا إلى أن أصبحت لغة مستقلة تماما لها خصائصها وصفاتها التي رها فاللغات التي ظهرت لنا في العصور التاريخية في صور لغات مستقلة لم تكن إلا لهجات للغة تميزها.
واحدة في الوقت الذي كان فيه الشعب الأول لا يزال أفراده يعيشون معها في منطقة واحدة وتحاول الآن أن تشيع أقوال العلماء والمؤرخين حول هذه القضية فقد ذكرت المصادر التي توفرت لنا أن هولاء الأقوام الذين رحلوا من جزيرة العرب قد احتكوا بغير هي من الأمم التي كانت تسكن المناطق التي نزلوا بها مما أدى إلى اكتسابهم صفات الجتماعية وخصائص الغربية أسهمت في إبعاد لهجاتهم عن اللغة الأم أكثر وأكثر وعملت على منحها الاستقلال الدار كلمات جديدة لكل منها كينونة و نظام خاص بها وقد أطلق على تلك اللغات اللغات السامية وقد أشار إلى ذلك إسرائيل ولفنسون عند حديثه عن البابليين فقال رحل هؤلاء الساميون من الجزيرة العربية أو من ناحية سوريا هم وأخضعوهم لحكمهم ولكنهم لم يستطيعوا أن يغلبو هم في الدين إلى أرض السومريين وعليم والحضارة واللغة وفي كل نواحي التفكير بل كان التغلب في هذه الجوانب للسومريين فتأثر الفاتحون بدين المعلومين وعمر الهم واقتبسوا خطهم وشرعت لغة الساميين بعد أن امتزجت به ناصر كثيرة من لغة المقهورين متاثرت تلك اللهجة العربية التي حملها البابليون معهم بلغات السومريين وقد أدى هذا التأثر إلى تطوير لتلك اللهجة أفقدها كثيرا من صفاتها التي ورثتها عن اللغة الأم مما أدى إلى انفصالها الفصالا تاما لتصبح لغة جديدة مستقلة ولا يربطها بأخواتها اللهجات إلا بعض الخصائص التي لم تتمكن من التنازل عنها مما جعل تحديد أصلها ليس سهلا ومثل هذا يقال عن بقية اللهجات العربية التي هاجرت من الجزيرة فقد أصابها شيء من التطور القسري نتيجة احتكاكها بلغات الشعوب التي عاشت معها إلى جانب ما أصابها من التطور الطبيعي الذي تتعرض له كل اللغات ويز عم والفنون أن الأمم السامية قد تأثرت بلغات الجزيرة العربية كما يلاحظ أن مظاهر هذه الأسم تكاد تكون صحراوية فعواطفها وخيالها وطرائق تفكيرها يشعرنا بروح الصحراء على زعمه وهذا ما يجعلنا نتساءل اي لغات تلك التي يقصد بها لغات الجزيرة العربية هل كان يعيش في تلك الجزيرة أقوام وشعوب غير الساميين وإذا كان الجواب ينعم فلن نسأل عن جنسهم بل نسال إذا كان الساميون قد هاجروا من الجزيرة العربية هربا من الجفاف والتصحر فلم بقيت تلك الشعوب ولم تهاجر كما فعل الساميون أم أنها لا تتأثر بالجفاف وانعدام الحياة ثم نسأل عن نوع ذلك التأثر الذي تأثرت به اللغات السامية هل كان تأثرا صوتيا أم صرفها أم في التراكيب أم الدلالة والمعنى وما مقدار هذا التأثر ودرجته وما السند العلمي الذي اعتمد عليه المؤلف في إصدار رأيه هذا كل هذه أسئلة بحاجة إلى إجابات ثم لم لا تكون هذه الأقوام التي هاجرت من الجزيرة العربية قبائل عربية هاجرت ومعها لغاتها و لا قبائل سامية و معها لغاتها التي تأثرت بلغات جزيرة العرب ثم يذهب ولفنسون إلى أن من مميزات، اللغة العربية أنها تشتمل على عناصر قديمة جدا من اللغات السامية الأصلية وهذا يدل على أن اللغة العربية كانت موجودة في مهد اللغات السامية أو في ناحية قريبة منه أو أن العناصر التي ترحت إلى بلاد العرب كانت من أقدم الأمم السامية ان هذا الاستدلال الذي توصل إليه والفنون يمكننا من استنتاج أن اللغة العربية لم تكن سامية بل جاورت السامية وعاشت معها في نفس الإقليم أو أنها كانت في أقاليم محاورة مما أدى إلى حصول احتكاك بين تلك العات تاثرت العربية من جواله ببعض الخصاص السامية.
ثم إن زعمه بنزوح أسم سامية إلى بلاد العرب زعم يحوزه الدقة والتحقيق أيضا فمن أي الأقاليم ترحت تلك العناصر السامية إلى بلاد العرب ومتى كان هذا النزوح وما أسبابه.
ثم ابن عاشت تلك الشعوب قبل هجرتها إلى بلاد العرب كل هذه الشاولات لا تجد إجادة لها أن هذا الغموض وعدم الوضوح الذي يطغى على ما ذهب ولفنسون الخير دليل على أن اللغة العربية في اللغة التي عانت في عهد العرب الجزيرة العربية وإن ما يدور حول ذلك القول تساولات يدل دلالة واضحة على أن تلك اللغة التي عاشت في بلاد العرب في لغتهم العربية كما ان اشتمالها على عناصر قديمة جدا من العناصر السامية المزعومة كد صحة ما تقول وإلا فلم اشتملت العربية على هذه العناصر القديمة جدا دون غيرها من بقية الساميات أليس من الجبر أن تكون العربية قد حافظت على خصائصها وصفتها ولم تفقدها كما في تلك اللغات السامية التي ليست في حد ذاتها سوى لهجات عربية كانت تعيش في جزيرة العرب إلى جانب اللغة الأم ومع الهجرة والنزوح.