ما هو تعريف توحيد الألوهية لغة واصطلاحاً

0 تصويتات
سُئل أغسطس 6، 2023 في تصنيف حل المواد الدراسية الابتدائية بواسطة alaistfada (2,365,160 نقاط)

ما هو تعريف توحيد الألوهية لغة واصطلاحاً؟ 

الألوهية؟ 

الألوهية كلمة بسيطة غير مركبة، والمسلم مطالب في كل وقت وحين بتحقيق معناها والالتزام بما يترتب على فهم مدلولها من عقيدة وفكر ونظام عبادة وأخلاق و تعاملات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وفي هذا الدرس ستحاول إلقاء نظرة على معنى الألوهية وتوضيح معنى وحدانية الله بناء على وضوح معنى الألوهية، ثم تعرف ما يترتب على فهم معنى الألوهية من أفعال قلبية وأفعال جوارح.

أولاً: معنى الألوهية :يؤخذ معنى الألوهية من التأليه أي التفرد بغاية الجلال والعظمة والكبرياء وغيرها من الصفات التي لا يمكن لغير الله الاتصاف بها على الحقيقة، ولذلك لا يستحق أحد غير الله أن يتصف بالألوهية وهي في الحقيقة تشير إلى أن من اتصف بالألوهية هو المعبود الذي يجب أن تتجه إليه كل المخلوقات بالعبادة وتخضع له بالطاعة والاستسلام، وعلى هذا الأساس فإن المؤمن ينفي صفة الألوهية عن غير المعبود بحق وهو الله سبحانه وتعالى، فيشهد دائماً وأبداً بأن « لا إله إلا الله»، حتى صار النطق بهذه الكلمة بوابة الدخول في الإسلام، ومن يتصف بالألوهية هو الذي يتجه إليه الإنسان في عبادته، ويتلقى منه منهاج عقيدته، وشريعته، وأخلاقه وأسلوب تعامله مع كافة المخلوقات والمؤمن حين يحل في قلبه هذا المعنى يخلص قلبه وعقله لله تعالى فلا يتعلق بشيء سواه.

ثانياً: لوازم الإيمان بالألوهية : الإيمان المطلق بالله الواحد الأحد يستلزم الإيمان بعدد من القضايا التي بعد الإيمان بها لازماً من لوازم الإيمان بالألوهية، ومن أهم هذه اللوازم الآتي:

1. الربوبية : ومن لوازم الألوهية الربوبية التي تعني أن الله رب كل شيء ومالكه وأنه الخالق الرازق المحيي المميت، وهو ما يعني تفرده سبحانه في خلقهم وملكهم وتدبير شئونهم، وأنه وحده الضار والنافع، مجيب دعاء المضطرين، مفرج كربات المكروبين، له الخلق كله وله الأمر كله، كما قال سبحانه:(أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ). ويدخل في الربوبية الإيمان بالقضاء والقدر والإيمان بولاية الله للخلق كما قال تعالى :{ قُلْ أَغَيرُ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وهو وَلَا يُطْعَم قُلْ إِنِي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَم وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ فهناك تلازم بين الربوبية والألوهية من حيث إن الإقتصار على الإقرار لله بالربوبية في الحلق والإحياء والإماته لا بد أن يصاحبه إقرار بالألوهية في الوحدانية والعبادة والتذلل والخضوع والمحبة والخوف والرجاء والتوكل. 

2. الوحدانية : وحدانية الله لازم من لوازم الألوهية، فلا مجال للتعدد في قضية الألوهية؛ فإن الإله لا يمكن أن يكون إلا واحداً، فلو تأملنا هذا الكون الفسيح الذي يعجز العقل. الإنساني عن تديره وعن معرفة مبتدئه ومنتهاه، لابد أن يكون المهيمن عليه الذي انشاه وأوجده واحدا، حيا لا يموت قائماً بتدبير شئونه في كل الأحوال والظروف، لا تأخذه سنة ولا نوم، لا تغيب عنه حركة أي شيء في الكون مهما صغر حجمه، جمه، كل ما في الكون ومن فيه في حاجة إليه، وهو لا يحتاج إلى غيره ، بيده مقاليد السموات والأرض، لا مدارجه أحمد في تدبير هذا الكون، قال تعالى :( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا) إننا لو قدرنا مثلاً وجود إلهين اثنين تعالى الله - وقدرنا أن أحدهما أراد تحريك جسم، وأراد الثاني تسكينه فإن الأمر لا يخلو إما أن يحصل مرادهما معاً أو يحصل مراد أحدهما دون الثاني، وحصول مرادهما معا مستحيل لاستحالة أن يكون الجسم الواحد في الحاله الواحدة في وقت واحد متحركا ساكنا؛ وحصول مراد أحدهما دون. الثاني يثبت أن أحدهما هو الإله والآخر عاجز ليس بإله، وبذلك ينتفي التعدد وتتوجب الوحدانية، وهو أمر منطقي ومدرك حتى في عالم المحسوسات، وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم في قوله عز وجل: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ آله إِذَاً لذَهَبَ كُلُّ إِلَهِ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بعض سُبْحَنَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ). وقال تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدُ اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).

3. الكمال المطلق: من لوازم الألوهية أن يكون المتصف بها كاملاً كمالاً مطلقاً في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله. فهو في القدرة قادر على كل شيء ولا يعجزه شيء، وهو في العلم محيط بكل شيء يعلم أدق التكوينات في خلقه، ويعلم بحاجاتهم، فيرسم لهم مناهج حياتهم بما يناسب كماله وعلمه الشامل وبما يناسب محدودية قدرة الإنسان وفعله وعلمه؛ ولذلك رسم لهم مناهج تنظم شؤنهم وتنظم علاقتهم بربهم وعلاقاتهم ببعضهم وفق قدراتهم وطاقاتهم.

4. تنزيهه تعالى عن الشبيه : من لوازم الألوهية أن من يتصف بهذا الوصف يكون مغايراً لمخلوقاته فلا يشبهه أحد ولا هو يشبه أحداً لا في الذات ولا في الصفات ولا في الأفعال، قال تعالى :( لیس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ، ويستحيل أن يكون الإله مشابها للمخلوق لأن التشابه ينفي صفة الألوهية التي تستلزم التفرد في الألوهية والربوبية وعلى ذلك يستحق وحده العبادة كما قال تعالى :( رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَأَعْبُدُهُ وَأَصْطَبِرْ لِعِبَادَته هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيا ) أي لا تعلم له شبيهاً ولا نظيراً فلا تشابه بين الإله وغيره في ذاته أو صفاته أو أفعاله، وما ورد من صفات الله تعالى في الآيات والأحاديث تشعر بالمماثلة بين الخالق والمخلوق فإنها تنصرف إلى محدودية هذه الصفة في المخلوق ونسبيتها، وهي في حق الله تعالى صفة مطلقة بدون حدود ولا قيود؛ فله وحده الكمال المطلق. 

5. القدرة المطلقة: من لوازم الألوهية أن من يتصف بها يكون ذا قدرة مطلقة، وفاعلية ليست محدودة زمناً ولا مكاناً، قله و وحده مطلق التصرف في كونه كما يريد، فهو ( فَعال لِمَا يُرِيدُ ) فله سبحانه سنن يخضع لها جميع المخلوقات من إنسان وحيوان ونبات وجماد، وينقذ فيهم فعل الله وإرادته. كما قال تعالى :( قُلِ اللَّهُمَّ مَلِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ ) فلو تتبعنا فاعلية الله لوجدنا سجلا ضخماً يفوق قدرة الإنسان وتصوراته، ينزل رحمته على قوم فيغنيهم ويجعلهم أقوياء مادياً ولكنهم لا يشكرون هذه النعمة ولا يعترفون بفضله فيركسهم ويسلط عليهم عذابات مثل الأوبئة والأمراض والزلازل والأعاصير والبراكين وحرائق الغابات وكوارث الحروب، وكساد التجارة، فإذا لم يرجعوا إلى الله في حياتهم الدنيا فإن عقابهم الشديد مدخر لهم يوم القيامة وهذا نموذج من فاعلية الله في كونه في أزماننا المعاصرة. أما بالنسبة للأمم السابقة فقصص الإهلاك للطغاة والجبابرة، ونجاة المؤمنين كثيرة جداً أشار إليها القرآن الكريم بقوله تعالى :(إن يَشَأْ يُذهِبكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيد وَمَا ذَلِكَ عَلى اللَّهِ بعزيز).

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
تم الرد عليه أغسطس 6، 2023 بواسطة alaistfada (2,365,160 نقاط)
ثالثاً: مقتضى الإيمان بالألوهية؟

بناء على ما تقدم فإن تصور الإنسان العاقل للألوهية الحقة تجعله على يقين بأن من يتصف بصفة الألوهية لا يمكن إلا ان يكون واحداً حيا، لا يموت، ولا يحده مكان ولا زمان، وأنه صمد لا يحتاج إلى غيره، ويحتاج كل شيء إليه، وأنه قادر على كل شيء، حكيم لا يخطئ عليم لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء غالب لا يقهر، ولا يعصى له أمر يستمد منه كل شيء في هذا الكون أسباب حياته ورزقه وهذه الصفات كلها لا بد أن تكون مجتمعة في ذات واحدة هي ذات الله المهيمن على الكون كله، لا ينازعه أحد، ولا يعجزه أحد، إنه الله لا إله إلا هو. ومن هنا ندرك أن جميع الموجودات في هذا الكون لا تتمثل فيها صفات الألوهية فكلها محتاجة لغيرها مغلوبة على أمرها تحيا وتموت، تصلح وتفسد، تتغير ولا تبقى على حال واحدة، وهذه علامات على أنها مألوهة وليست إحداها بإله وأنها مربوبة، وليست إحداها برب، وذلك هو معنى العبودية، الذي يشمل جميع الموجودات وفي مقدمة هذه الموجودات الإنسان، الذي خلقه الله في أحسن تقويم وأسجد له الملائكة، وزينة بالعقل والإرادة، وجعله في الأرض خليفة، ووجه إليه خطاب التكليف بواسطة الأنبياء والمرسلين حتى يكون عابداً لله، محيا له يفعل ما يحبه الله، ويتجنب ما يبغض الله، وينقاد لاحكام شريعة الله، يحل ما أحل الله، ويحرم ما حرم الله.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
سُئل نوفمبر 26، 2021 في تصنيف حل المواد الدراسية الابتدائية بواسطة موقع الاستفادة
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل أكتوبر 10، 2022 في تصنيف حل المواد الدراسية الابتدائية بواسطة الاستفادة (156,020 نقاط)
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل أكتوبر 17، 2022 في تصنيف حل المواد الدراسية المتوسطة بواسطة موقع الاستفادة
مرحبًا بك إلى موقع الاستفادة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...