اللغة تعريفها نشأتها وظيفتها

0 تصويتات
سُئل سبتمبر 24، 2022 في تصنيف حل المواد الدراسية المتوسطة بواسطة alaistfada (2,366,020 نقاط)
اللغة : تعريفها ، نشأتها ، وظيفتها - تعريفها : اختلف العلماء والباحثون قديما وحديثا حول تحديد مفهوم اللغة ولم يتفقوا على كثير من قضاياها المختلفة وهو ما أدى إلى اختلاف حول تعريف واحد لها ولعل السبب في عدم اتفاقهم حول هذا الأمر هو اتصال اللغة بجوانب الحياة المختلفة مما ترتب عليه ملامستها لعلوم كثيرة أهمها علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الإنسان الانثروبولوجيا وعلم المنطق والفلسفة وعلم التشريح ، وعلم الفيزياء وغيرها مما أدى إلى اختلاف نظرة الباحثين إلى اللغة إذ نظر كل باحث إليها من الزاوية التي تهمه وتخدم مجال تخصصه فنظر فريق منهم إلى اللغة من الناحية العقلية النفسية ونظر إليها فريق آخر من الناحية الفلسفية المنطقية ونظر إليها فريق ثالث ر باعتبارها ظاهرة اجتماعية وهكذا ودون كل فريق آراء حول هذه الظاهرة ووضع لها تعريفا يتناسب مع فهمه لها ولعل تعريف ابن جني ت 392هـ أكثر التعاريف دقة وشمولاً عند القدماء حيث يقول باب القول على اللغة وما هي أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أعراضهم إن تحديد ابن جني للغة بأنها أصوات وليست اي أصوات إنها أصوات رمزية معبرة عما في أذهان المتكلمين من معان وأفكار وهذا يتفق مع ما ذهب إليه علماء اللغة المحدثون حيث يرون أن اللغة نظام من الرموز الصوتية الاصطلاحية أما فندريس فقد قال اعم تعريف ر يمكن أن يعرف به الكلام أنه نظام من العلامات ويجمع أنيس فريحة معظم خصائص اللغة في تعريف واحد يرى أنه اشمل تعريف لها فيقول اللغة ظاهرة بسيكولوجية اجتماعية ثقافية مكتسبة لا صفة بيولوجية ملازمة للفرد تتألف من مجموعة رموز صوتية لغوية اكتسبت عن طريق الاختبار معاني مقررة في الذهن وبهذا النظام الرمزي الصوتي تستطيع جماعة ما أن تتفاهم وتتفاعل نشاتها اللغة ظاهرة اجتماعية هامة عرفها الإنسان منذ بداية حياته وعجز عن تحديد نشأتها فمنذ القدم اهتم الباحثون بنشأة اللغة في محاولة لسبر أغوار هذا الموضوع فتناولتها الدراسات والبحوث ولم يظفر أي جانب من جوانب اللغة بالاهتمام التي ظفرت به نشأتها ولم يتمكن الباحثون قديما وحديثا من الوصول إلى يقين في هذا الأمر أو حقيقة يمكن الاعتماد عليها في تحديد الكيفية التي نشأت اللغة بها وفشلت كل محاولاتهم فشلاً ذريعاً وأصبح البحث في هذا المجال من الأبحاث التي لا طائل من ورائها ولا يستطيع الإنسان أن يصل إلى نتيجة علمية مقبولة في هذا المجال مما حدا بالجمعية اللغوية في باريس أن تقرر في أول نظام لها صدر عام 1866م عدم السماح بمناقشة أي بحث من البحوث يتناول أصول اللغة ومع كل ذلك لم ينقطع بعض الباحثين اللغويين في العصر الحديث عن البحث في هذا المجال وأفرد له جزءاً من بحثه وقد ظهرت عدة آراء حول نشأة اللغة يمكن ردها إلى النظريات التالية

1- نظرية التوقيف : تعتمد هذه النظرية على أدلة نقلية وتذهب إلى أن اللغة وحي من عند الله قال ابن فارس ت 395هـ إن لغة العرب توقيف ودليل ذلك قوله جل ثناؤه وعلم آدم الأسماء كلها وهذا النص الذي اعتمد عليه ابن فارس لا يقوم دليلاً على صحة ما أراد فقد يكون تأويله أن الله أقدر أدم على ذلك وهذا ما ذهب إليه كثير من المفسرين وأشار إليه ابن جني بقوله وذلك أنه قد يجوز أن يكون تأويله أقدر أدم على أن واضع عليها وهذا المعنى من عند الله سبحانه لا محالة فإذا كان ذلك محتملا سقط الاستدلال به أما القائلون بهذه النظرية من الغربيين فقد اعتمدوا على ما جاء في سفر التكوين من أن الله جبل من الأرض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها ، وكل ما دعا به آدم ذات نفس حية فهو اسمها فدعا أدم باسماء جميع البهائم وطيور السماء وجميع حيوانات البرية وهذا النص لا يدل على شيء مما ذهب إليه أصحاب هذه النظرية ولا يحقق شيئا مما أرادوا إثباته.

2- نظرية الاصطلاح.

تذهب هذه النظرية إلى أن اللغة من صنع الإنسان حدثت بالمواضعة والاتفاق ومن انصار هذا المذهب ابن جني الذي تحدث عن أصل اللغة اإلهام أم اصطلاح فقال هذا موضع محوج إلى فضل تأمل غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف وذهب إلى هذا الرأي عدد من علماء العصور القديمة كالفيلسوف اليوناني ديموكريت ومن علماء العصر الحديث آدم سميث وريد ودجلد ستيوارت ويرى علي عبدالواحد وافي أن هذه النظرية ليس لها ما يدعمها أو يقر بها فليس لها أي سند عقلي أو نقلي أو تاريخي بل إن ما تقرره ليتعارض مع النواميس العامة التي تسير عليها النظم الاجتماعية فعهدنا بهذه النظم أنها لا ترتجل ارتجالاً ولا تخلق خلقا بل تتكون بالتدريج من تلقاء نفسها هذا إلى أن التواضع على التسمية يتوقف في كثير من مظاهره على لغة صوتية يتفاهم بها المتواضعون فما يجعله أصحاب هذه النظرية منشأ للغة يتوقف هو نفسه على وجودها من قبل ويحاول ابن جني أن يوضح كيف تم التواضع والاصطلاح فيقول وذلك كان يجتمع، حكيمان او ثلاثة فصاعداً فيحتاجون إلى الأبانة عن الأشياء المعلومات فيضعوا لكل واحد منها لفظا إذا ذكر عرف به مسماه ليمتاز من غيره وليغني يذكره عن إحضاره إلى مرأة العين ، فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تكلف إحضاره إلى مرآة العين لبلوغ الغرض في إبانة حاله إلا أن ما ذهب إليه ابن جني غير صحيح إذ كيف أصبح في المجتمع حكماء دون أن تكون لهم لغة يتفاهمون بها ويعرف بها الفصيح والحكيم ، وهذا ما ذكره عبده الراجحي بقوله إذ كيف وصل هؤلاء الحكماء أن يكونوا حكماء وإذا لم ثمة لغة قبل أن يتواضعوا هم على لغة فكيف تم التفاهم بينهم على أن يجتمعوا ليتواضعوا

 

3- نظرية محاكاة أصوات الطبيعة Bow-wow أو نظرية البو؟

 

وتذهب هذه النظرية إلى أن اللغة نشأت محاكاة وتقليداً لأصوات الطبيعة كاصوات مظاهر الطبيعة واصوات الحيوان والأصوات التي تحدثها الأدغال عند وقوعها كصوت الكسر والضرب والقطع والقلع وغيرها ثم تطورت هذه الألفاظ شيئاً فشيئا وارتقت تبعاً لارتقاء العقل البشري وتقدم الحضارة وتعدد حاجات الإنسان إلى أن وصلت اللغة إلى ما هي عليه وقد ذهب إلى هذا الرأي كثير من الباحثين في العصور القديمة وقال بها فريق من علمائنا القدماء قال ابن جني وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعة كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء وشحيج الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونزيب الظبي ونحو ذلك ثم ولدت اللغات عن ل ذلك فيما بعد وهذا عندي وجه صالح ومذهب متقبل ويبدو أن ابن جني كان معجبا بهذه النظرية متحمسا للقول بها فقد تناولها في أكثر من موقع في كتابه فأفرد لها بابا سماه ( باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني ) زعم فيه أن اللفظة صورة من أصوات الطبيعة وتوحي بدلالتها فقال اعلم أن هذا موضع شريف لطيف فقد نبه عليه الخليل وسيبويه وتلقته الجماعة بالقبول له والاعتراف بصحته قال الخليل كأنهم توهموا في صوت الجندب استطالة ومداً فقالوا صر وتوهموا في صوت البازي تقطيعاً فقالوا صرصر وقال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفعلان إنها تأتي للاضطراب والحركة نحو النقزان والغليان والغثيان فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال

ويستمر ابن جني في طرح الأدلة المؤيدة لرأيه في محاولة لإثبات أن اللغة نشأت تقليداً لأصوات الطبيعة فيقول

ومن وراء هذا ما اللطف فيه أظهر والحكمة أعلى وأنصع وذلك أنهم قد يضيفون إلى اختيار الحروف وتشبيه

أصواتها بالأحداث المعبر عنها بها ترتيبها وتقديم ما يضاهي أول الحدث وتأخير ما يضاهي آخره وتوسيط ما.

2 إجابة

0 تصويتات
تم الرد عليه سبتمبر 24، 2022 بواسطة alaistfada (2,366,020 نقاط)
يضاهي أوسطه ، سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المطلوب ، وذلك قولهم : بحث ، فالباء لغلطها تشبه بصوتها خفقة الكف على الأرض ، والحاء لصلحها تشبه مخالب الأسد وبراثن الذنب ونحوهما إذا غارت في الأرض ، والثاء للنفث والبث للتراب . وهذا أمر تراه محسوساً محصلا ، فأي شبه تبقى بعده أم أي شك يعرض على مثله رقد عرض لهذه النظرية عدد من اللغويين المحدثين كما فعل يسيرسن الذي فسرها بأنها تذهب إلى أن الألفاظ الأولى كانت تقليداً لأصوات الطبيعة ، وذلك كان يسمع (نباح) الكلب فيوضع له اسم ماخوذ من صوته الطبيعي ثم يذكر اعتراض رينان ، وماكس مولر ، على هذه النظرية بأنه ليس من المعقول أن يقلد الإنسان أصوات حيوانات أدنى منه وبان الألفاظ التي يمكن تفسيرها بأنها تقليد لأصوات الطبيعة قليلة جدا بحيث لا يمكن أن تكش ف لنا عن نشـأة اللغة ووجدت أنا من هذا الحديث أشياء كثيرة على سمت ما حداه ، ومنهاج ما مثلاه وذلك أن تجد المصادر الرباعية المضعفة تأتي التكرير ؛ نحو الزعزعة والقلقلة والصلصلة والقعقعة والصعصعة والجرجرة والقرقرة ، ووجدت ايضا (الفعلي) في المصادر والصفات إنما تأتي للسرعة ، نحو : البشكي ، والجمري ، والولقي ثم قال في موضع آخر : " ولو لم يتنبه على ذلك إلا بما جاء عنهم من تسميتهم للأشياء باصواتها ؛ كالخازباز [الخازباز : الذباب لصوته ، والبط لصوته ... ونحو منه قولهم .. حاحينا وعاعيتا وهاهيتا ؛ إذا قلت : حاء وعاء وهاء . وقولهم : بسملت و هیلات وحولقت ؛ كل ذلك وأشباهه إنما يرجع في اشتقاقه إلى الأصوات . والأمر أوسع وقد لقيت هذه النظرية تأييدا لدى عدد من علمائنا المحدثين فقد أخذ إبراهيم أنيس على الذين اعترضوا على هذه النظرية ووجهوا لها انتقادات حادة وقالوا إنها لا تصلح أن تكون أساساً لنشأة اللغة فقال : " لا يصح أن ننساق مع بعض المعترضين على هذه النظرية في تهكمهم عليها بأنها تقف بالفكر الإنساني عند حدود حظائر الحيوانات وتجعل اللغة الإنسانية الراقية مقصورة النشأة على تلك الأصوات الفطرية الغريزية لأن وراء هذه الأصوات سورا حصينا عنده في الحقيقة تبدأ لغة الإنسان ذات الدلالات المتميزة المتباينة . فالمعترضون يفترضون في هذا النوع من الأصوات عقماً ولا تصلح لأن ينحدر منها تلك الدلالات الإنسانية السامية . ولكن الواقع يبرهن على أن كثيراً من كلمات اللغات الإنسانية قد انحدرت من تلك الأصوات الغريزية المبهمة ، ثم سمت في تطورها ودلالتها وأصبحت تعبر عن الفكر الإنساني ، وإلا فكيف نتصور أن كلمة ( الخيل) يشتق منها (الخيلاء) والجبانة بمعنى الصحراء يشتق منها (الجين) وأن من (سفهت الطعنة أسرع منها الدم وجف ) تجيء (السفاهة) إلى غير ذلك من تلك الدلالات المجردة التي انحدرت إلينا من المحسوسات ، ايمكننا إذن أن ندرك أن الكلمات المستقاة من الأصوات الطبيعية قد تتطور في دلالتها حتى تصبح معبرة عن الدلالات، الراقية المجردة في الذهن الإنساني كما أعجب صبحي الصالح بما قاله ابن جني حول نشأة اللغة تقليداً لأصوات الطبيعة فقال : " فكان لا بد لنا من الاقتناع بهذه النظرية اللغوية التي تعد فتحاً مبينا في فقه اللغات عامة أما أنيس فريحة فيرى " أن لهذه النظرية ما يؤيدها فالطائر المسمى في الانجليزية Cuckoo إنما سمي بالصوت الذي يحدثه ، والهرة سنتيت (مو) في المصرية القديمة ، وفي اللغة الصينية ، نسبة إلى الصوت الذي تحدثه ويرى عدد من اللغويين المحدثين أن هذه النظرية هي أقرب النظريات إلى الحقيقة ، وقد أشار على وافي إلى هذا الأمر بقوله : " وهذه النظرية هي أدنى نظريات البحث العلمي ، وأقربها إلى المعقول ، وأكثرها اتفاقاً مع طبيعة الأمور وسنن النشوء والارتقاء الخاضعة لها الكائنات والظواهر الطبيعية والاجتماعية . وهي إلى هذا وذاك تفسر المشكلة التي نحن بصددها ، وهي الأسلوب الذي سار عليه الإنسان في مبدأ الأمر في وضع أصوات معينة لمسميات خاصة والعوامل التي وجهته إلى هذا الأسلوب دون غيره . ولم يقم أي دليل يقيني على خطنها . ولكن لم يقم كذلك أي دليل يقيني على صحتها . وكل ما يذكر لتأييدها لا يقطع بصحتها وإنما يقرب تصورها ويرجح الأخذ بها ويرى أن سبب قرب هذه النظرية من المعقول دون غيرها أنها تتفق مع مراحل ارتقاء اللغة ونموها عند الإنسان الطفل ، واتفاقها كذلك مع الخصائص العامة للغات البدائيين ، يقول : " ومن أهم أدلتها أن المراحل التي تقررها بصدد اللغة الإنسانية تتفق في

كثير من وجوهها مع مراحل الارتقاء اللغوي عند الطفل . فقد ثبت أن الطفل في المرحلة السابقة لمرحلة الكلام ، يلجا

في تعبيره الإرادي إلى محاكاة الأصوات الطبيعية ( أصوات التعبير الطبيعي عن الانفعالات ، اصوات الحيوان ، أصوات مظاهر الطبيعة والأشياء ... ) فيحاكي الصوت قاصداً التعبير عن مصدره أو عن أمر يتصل به . وثبت كذلك أنه في هذه المرحلة وفي مبدأ مرحلة الكلام يعتمد اعتماداً جوهريا في توضيح تعبيره الصوتي على الإشارات اليدوية والجسمية ، ومن المقرر أن المراحل التي يجتازها الطفل في مظهر ما من مظاهر حياته تمثل المراحل التي اجتازها النوع الإنساني في هذا المظهر . ومن أدلتها كذلك أن ما تقرره بصدد خصائص اللغة الإنسانية في مراحلها الأولى يتفق مع ما نعرفه عن خصائص اللغات في الأمم البدائية ، ففي هذه اللغات تكثر المفردات التي تشبه أصواتها أصوات ما تدل عليه ورغم كل ما سبق فقد وجه إلى هذه النظرية انتقادات أساسية ، بل إن المنهج العلمي لدراسة اللغة يرفض كل الأقوال السابقة ، فلا يمكن الاعتماد على لغة البدائيين ولغة الأطفال من أجل إثبات نشأة اللغة ، لأنهما لا يساعدائنا في الوصول إلى شيء يفيدنا في هذا الأمر ، فهي نظرية " تعجز عن أن تفسر لنا كيف استغل مبدأ ( حكاية الصوت )

4/ محاكاة الأصوات معانيها
0 تصويتات
تم الرد عليه سبتمبر 24، 2022 بواسطة alaistfada (2,366,020 نقاط)
قامت هذه النظرية على أساس وجود صلة قوية وثيقة بين ما ينطق به الإنسان وما يدور في فكره ، وهي تدور حول او نظرية : Ding dong أن الإنسان يرى الأشياء والحوادث في العالم الخارجي فيتاثر بما يرى ، ثم ينطق باصوات سبيها هذا التأثر ، أي أن الألفاظ ليست إلا صدى لمؤثرات خارجية ، وبني أصحاب هذه النظرية رأيهم على ما يلحظه الإنسان في المحسوسات ، فحركة الجسم تولد صوتا خاصة بها يختلف عن اي صوت لحركة جسم آخر ، وكل جسم يرتطم بأخر يولد صوتا معينا يختلف عن الصوت الناتج من ارتطام ذاك الجسم بجسم آخر غير الجسم الأول ، فالضرب على الحديد يولد صوتاً يختلف عن الصوت الناتج عن الضرب على الخشب ، كما يختلف عن الصوت الناتج عن الضرب على الصخر ، وسقوط صخرة وارتطامها بالأرض له صوت يختلف عن الصوت الناتج عن سقوط أي جسم آخر ، فتعدد الأصوات يتعدد يتعدد الأشياء التي أحدثتها ، ولعل ما ذكره ابن سينا في كيفية حدوث الصوت وأنه ناتج عن القرع والقلع قريب مما تذهب إليه هذه النظرية ، يقول : " وأما في القرع فلاضطرار الفارع الهواء أن ينضغط وينفلت من المسافة التي يسلكها القارع إلى جنبتيها بعنف وقوة وشدة وسرعة ، أما في القلع فلاضطرار القالع الهواء إلى أن يندفع إلى المكان الذي أخلاه المقلوع منهما دفعة بعنف وشدة . وفي الأمرين جميعا يلزم المتباعد من الهواء أن ينقاد للشكل والموج الواقع هناك ، وإن كان القرعي اشد انبساطا من القلعي وقد رفضت هذه النظرية كذلك لأنها لا تفسر لنا نشأة الفاظ اللغة كلها ، ولأنها " بنيت على أساس غامض ، وأحاطها أصحابها أنفسهم بالألغاز والسحر ، مما جعل معظم اللغويين

الآن يمرون بها مر الكرام

5 - نظرية الأصوات التعجبية والعاطفية ،

او نظرية Pooh-pooh

تذهب هذه النظرية إلى أن اللغة الإنسانية بدأت في صورة شهقات أو تأوهات صدرت عن الإنسان بشكلل غريزي للتعبير عن انفعالاته في فرح أو ألم أو دهشة أو غضب أو حزن أو استغراب أو نحو ذلك من الانفعالات فيرتبط الصوت الصادر عن الإنسان بالحالة التي هو فيها ، فعندما يطأ الشخص جسماً صلباً فإنه يصرخ ( أوه ، أو أه ) وعندما يضجر من شيء فإنه يتأفف قائلاً ( أف) وهكذا . وهذه الأصوات التي أصبحت معبرة عن وضع معين قد تكون مشتركة بين البشر ، ولعل بعض أسماء الأصوات في اللغة العربية يدل على شيء من هذه النظرية ( أف ، أه ، اوه ، أخ ، صه ، مه ) . إلا أن هذه النظرية رفضت لأنها لا تقدم لنا كيف تتم تلك الشهقات أو التأوهات ، وحاول، داروين الربط بين هذه الأصوات وبين تقلصات أعضاء النطق أو انبساطها ، أي أنه حاول تفسيرها تفسيرا فسيولوجيا ، فيقرر أن الشعور بالازدراء أو الغضب يصحبه عادة ميل إلى النفخ بالفم أو من الأنف ومن هذا ينشا صوت Pooh في الانجليزية ، أو (أف) في العربية والحقيقة أن مثل هذه الصرخات أو الصيحات لا تصدر عن الإنسان عن وعي وإدراك أو بصورة إرادية ، إنما أصوات فجائية " فينها وبين الكلمات فجوة تجعلنا بعد تلك الأصوات صورة سلبية للكرلام ، فليست تصدر عن المرء إلا حين يعييه القول أو حين يأبي الكلام ولهذه الأسباب رفضت هذه النظرية .

6- نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

أو نظرية Yo-he-ho

وملخصها أن اللغة الإنسانية نشأت في صورة جماعية عند قيام مجموعة من الناس بعمل شاق مرهق فإنهم قد يتفوهون بأصوات معينة يجدون في إصدار مثل هذه الأصوات ما يعينهم أو يساعدهم او يخفف عنهم هذا العمل المضني ، كان يقوم عدد من العمال برفع شيء ثقيل فيصدرون صوتيا يحدد نقطة البداية ، أو الانطلاق في العمل ، ه. ويلمسون في هذا الصوت شحا للهمم والحث على عدم التراخي . وكذلك الحجار الذي يقطع الصخر طيلة النهار فإنه ينفث زفرات تعينه على إنجاز عمله وتقوم بتسليته في يومه . وقد رفضت هذه النظرية كسابقاتها لأنها لا تستطيع ان توضح لنا كيف ظهرت كل ألفاظ اللغة .

ملاحظة :

هذه هي أهم النظريات التي حاولت تفسير نشأة اللغة ، وقد رفضت جميعها لأنها لم تستطع أن تقدم حلا معقولاً لنشأة اللغة فهي لم تفسر إلا ناحية قليلة من نواحي اللغة ، ثم إن هذه النظريات لم تفسر لنا متى بدأ الإنسان في استخادم اللغة ، وكان اللغة عنده بدأت فجأة دون أية مقدمات ، كما أننا لا نستطيع أن نعرف شيئا من هذا القبيل إلا من خلال الحدس

والتحصين

اللغة العربية واللغات السامية

عاشت في أقصى الغرب الأسيوي مجموعة من الأقوام تتقارب لغاتهم, وقامت لهم حضارات متعاصرة أو متعاقبة أطلق عليهم اسم الساميين كما أطلق على مجموعة اللغات التي نطقت بها تلك الشعوب اسم اللغات السامية وتضم مجموعة من اللغات هي اللغة البابلية والأشورية والعربية والعبرية والآرامية والفينيقية والحبشية " وبعضها حي

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
مرحبًا بك إلى موقع الاستفادة، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.
...