المتغيرات أو البدائل؟
الجديدة وهي تلك العناصر الثقافية التي تكون (دخيلة) على العناصر العامة أو المتخصصة من الثقافة على السواء، وتأتي هذه العناصر نتيجة الاحتكاك الثقافي بالمجتمعات الأخرى، كما هو الحال في تسريحات الشعر أو تفصيلات الملابس، أو ظهور نظرية من النظريات. السياسية أو الاجتماعية، أو طريقة جديدة من طرق الحياة. ولكنها لا تكون مشتركة بين أفراد جميع الأفراد كالعموميات ، ولا تكون سائدة بين فئات أو طبقات معينة كالخصوصيات وتغطي المتغيرات مجالاً واسعاً من الأفكار والعادات ، وأنماط السلوك ، وطرق التفكير وتظل هذه المتغيرات على سطح الثقافة حتى إذا ما استحسنها الناس تتحول إما إلى عموميات أو خصوصيات ثم تثبت وتستقر في لب الثقافة أما إذا لم يستحسنها الناس فإنها تتفكك ثم تختفي بمرور الزمن. والمتغيرات الثقافية عادة تجدد النظام الثقافي السائد في المجتمع ، وتجعل منه نظاماً يتكيف مع حاجات الناس ومتطلباتهم في الحياة وتجدر الإشارة إلى أن المتغيرات أو البدائل هي التي تشكل عوامل التغيير أو التطوير في النظام الثقافي ودونها يبقى النظام الثقافي حامداً دون تطوير بل ومغلقاً دون انفتاح على ثقافات العالم وحينها تكون الثقافة مقصرة في إشباع حاجات الناس المحميرة.
الخصائص العامة للثقافة لكل الثقافات المختلفة للجماعات وفي كل زمان خصائص مميزة هي تتسم بها، أهمها : شرح متعلمة فهي مكتسبة وليست فطرية، فالثقافات الذات الذي يكتسبه الإنسان من الأجيال السابقة عن طريق التعليم (غير البيولوجية التي تنتقل إلينا عن طريق الجينات الوراثية)، ومعنى ذلك أن الثقافة قد اخترعها الإنسان لإشباع حاجاته الفطرية، وهي في مجموعها أفكار وأعمال . تراكمية : الثقافة لم تبدأ من فراغ أو نقطة الصفر، فكل جيل ينتج ويسهم بالكثير من العناصر الثقافية، حتى إذا ظهر جيل آخر فإنه يمتص ما سبق إنتاجه، ثم لا يقف عند هذا الحد وإلا لما حدث تطور أو تقدم، وإنما يضيف هذا الجيل الآخر من حصيلة تجاريه وعلمه فيتم التراكم في ذلك، و إذن فكلمة الثقافة تعني مجمل التراث الاجتماعي للبشرية. متكاملة ة بمعنى أنها مادية ومعنوية في آن واحد، فهي تجمع في عناصرها ومكوناتها بين مسائل تنصل بالروح والفكر والوجدان كالعقيدة والنظرية أو الاجتماعية، وكالتطلعات، والتفاؤل والتشاؤم وبين مسائل مادية تتصل بحاجات الجسد من طعام وشراب وكساء ومسكن، ولما كانت الثقافة نسقا متكاملاً فيتكيف كل جزء تكيفاً متبادلاً مع الأخر من خلال ما يتم من تفاعل اجتماعي بين ومتطلباتهم الي الوحيد الذي معه جمارك عصبياً خاصاً وقدرات عقلية فريدة تتيح إمكانية ابتكار أفكار وأعمال جديدة، ويتميز ذلك الجهاز العصبي كذلك بقدرات فائقة في تغير السلوك البشري من وقت لأخر للتكيف. مع الظروف البيئية والاجتماعية الجديدة دون الحاجة إلى حدوث تغيرات عضويه، فمثلاً انتقل الإنسان العاقل من المناطق الدافئة إلى مناطق باردة جداً، وتكيف معها عن طريق اختراع الملابس الصوفية من الصوف والفراء، وكذلك . عن طريق اختراع بناء المساكن في داخل الثلج، واستخدم شحوم . الحيوانات للتدفئة، وانتقل الإنسان كذلك من المناطق الدافئة إلى المناطق الاستوائية وتكيف معها باختراع وأعمال جديدة مثل عدم استخدام الملابس، واخترع مساكن تخفف من الحرارة والرطوبة وانتقل الإنسان من طور جمع القوت إلى طور الصيد، وأخيرا إلى طور الرعي والزراعة دون ظهور تغيرات عضوية تذكر، وإنما الذي حدث هو لثقافة. إذن هي من صنع الإنسان فهو الذي يشكلها ويصوغها ويطورها في ضوء ظروفها ومتطلباتها.
وظائف الثقافة؟
من خلال دراستنا لعناصر الثقافة السالفة الذكر، يمكن النظر إلى الثقافة على أنها آليات المجتمع الفعالة في التغلب على التحديات التي تواجه الناس في حياتهم. وإشباع حاجاتهم بدرجة مقبولة تشعرهم بالرضا والارتياح والاستقرار لهذا فإن الثقافة تعد أجد آليات الوظيفة الهامة لتماسك المجتمع، وتحقيق أهدافه عن طريق تقديم التالية.
1. الثقافة وسيلة للتماسك الاجتماعي؛ حيث توجد الثقافة من خلال عموميتها أو خصوصياتهم مفاهيم الناس وأفكارهم وأنظمتهم، فأعضاء المجتمع مشتركون في الكثير من القيم والعادات والآمال والطموحات ويشتركون في أساليب المعيشة مما يساعدهم على تكوين بنية اجتماعية متماسكة. وبذلك فهي تنمي لدى الشعور بالولاء والانتماء.
2. الثقافة تسهل عمليات التفاعل والتواصل بين الناس من خلال رموزها، وبفعل ما تقتنه من نظم وقوانين تيسر التعامل والتكيف بين أفراد المجتمع.
3. الثقافة تكسب اتجاهات السلوك العام باعتباره عضواً في مجتمع يتميز بسمة دينية، أو اجتماعية، أو خلقية معينة مثل عضوية الفرد في مجتمع إسلامي أو مسيحي أو هندي.
4. الثقافة تشبع حاجات الناس، وتزودهم بالآليات التي تمكنهم من الحصول على متطلباتهم اليومية، والتصدي لمشكلاتهم الحياتية من خلال التكيف مع الحياة، وتلعب التربية دوراً مهماً في هذا الإطار.
5. الثقافة تقدم للفرد تفسيرات مستمدة في الغالب من إطار أخلاقي أو عقائدي راسخ لكل المتغيرات الثقافية الايجابية منها أو سلبية، مثل التفسيرات الخاصة بطبيعة الكون وأصل الإنسان، ودوره في الكون.
العلاقة بين التربية والثقافة؟
التربية في مضمونها عملية اجتماعية ، والثقافة بكل عناصرها تعتبر الوعاء التربوي العام الذي تحدث فيه عملية التنشئة الاجتماعية.
والثقافة هي سمة المجتمع، حيث تكون الشكل العام، أو الصورة الكاملة للمجتمع بما في ذلك النواحي المادية والمعنوية، إذ لا ثقافة بدون مجتمع ولا مجتمع بدون ثقافة. والتربية تعتبر وسيلة الثقافة للتبلور، وذلك من خلال تحديدها ملامح شخصية الفرد وبالتالي شخصية المجتمع. وكما أن التربية عنصر من عناصر الثقافة، فإنها كذلك عامل من عوامل المحافظة على الثقافة، وعامل تطورها. فالتربية تساند الثقافة، وتدعمها، وتعمل على استمرارها، والارتقاء بمستوى الثقافة، عن طريق الارتقاء بمستوى لتناسب المجتمع المتغير. ومثلما تبلور التربية الثقافة، تبلور التربية ذاتها في إطار هذه الثقافة التي تنتمي إليها فإذا كانت التربية غاية في ذاتها، وهي إعداد الفرد للحياة، فإن الثقافة من وسائل التربية التي تستعين بها في تكوين وإتمام هذا الإعداد.
والتربية هي من سمات البشر، وهي خلاصة مجموعة من التفاعلات التي أوجدت شخصية الفرد كما هي عليه بمكوناتها ومقوماتها وأما الثقافة فهي من سمات المجتمع بكل أفراده يتشربها الفرد في تكوين شخصيته، وهي متاحة للأفراد جيلاً بعد جيل، فهي ثابتة. ومن ثم فإن فالعلاقة بين التربية والثقافة علاقة تبادلية أو علاقة أخذ وعطاء. وبالرغم من أن التربية عملية اجتماعية، بمعنى أنها جزء من الثقافة السائدة في كل مجتمع، إلا أنه مع تقد وسائل الاتصال الحديثة صار العالم كتله واحدة أو قرية واحدة صغيرة، مما أدى إلى سرعة التبادل الثقافي، وإلى التأثير المتبادل بين الثقافات، مما خلق ثقافة جديدة يمكن اعتبارها ثقافة عالمية، راحت تفرض نفسها فرضاً على الثقافات المحلية وتغير كثيراً من عناصرها.
التغيير الثقافي والاجتماعي؟
ويعني التغيير الاجتماعي التغير أو الاختلاف الذي يطرأ على البناء الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية في المجتمع" ويتضمن التغيير الاجتماعي التغير الذي يطرأ على توزيعات فئات السن في المجتمع، ومتوسط تحصيل الفرد التعليمي، ومعدلات المواليد والوفيات والتغير في نمط العلاقات بين مثل تغير نمط العلاقات من علاقات شخصية غير رسمية إلى علاقات رسمية، كذلك التغير في نمط العلاقات بين العمال وأصحاب الأعمال، والتغير في الوضع الاجتماعي للمرأة والعلاقات الأسرية، والتغير في نمط الحياة في المجتمع، وأنماط معينة أو التوزيع السكاني لأفراد المجتمع، وسيتضمن التغير الاجتماعي أيضاً التغير في الأيديولوجيات والتقاليد والنظريات السائدة في المجتمع. أما التغيير الثقافي، فيعني التغير في العناصر الثقافية المادية، واللامادية مثل المبتكرات والمخترعات الحديثة أو إضافة كلمات جديدة للغة، أو تعديل لنظرية أو أسلوب، أو طريقة للتدريس، أو الإنتاج أو قيم جديدة، أو اتجاهات أو عناصر فنية جديدة، أو معايير اجتماعية.
إن الملاحظ لكلا المفهومين يرى أنهما متداخلان لا يمكن الفصل بينهما، فمثلاً تغير وضع المرأة عما كانت عليه في الماضي يتطلب تغييرا في المعايير المحددة لدور المرأة، وعملها وتعليمها.
وقد ينبع التغير الثقافي من داخل المجتمع عن طريق الاختراع والاكتشاف، وقد يأتي من الخارج عن طرق انتشار السمات الثقافية الجديدة من ثقافات أخرى قريبة أو بعيدة. والاكتشاف إضافة جديدة إلى المعرفة، كاكتشاف قارة جديدة، أو جزيرة مجهولة، أو طريق جديد أما الاختراع فهو عبارة عن تطبيق جديد لمعرفة فائقة بالفعل، وذلك مثل الجمع بين الآلة البخارية والقارب النهري لعمل سفينة تجارية. والانتشار هو انتشار العناصر من ثقافة لأخرى.