معايير اختيار الأنشطة التعليمية؟
نلحظ مما سبق أن النشاط التعليمي هو حصيلة متداخلة ومتكاملة من الإجراءات والمتغيرات التي تشكل الموقف التعليمي الذي يمر به المتعلم وثمة معايير ينبغي للمعلم مراعاتها عند اختيار الأنشطة التعليمية وتنظيمها حتى ينجح في تهيئة المواقف التعليمية التي تعين المتعلمين على التعليم ومن أهم تلك المعايير ما يلي : المعيار الأخير الذي ينبغي مراعاته عند اختيار الأنشطة التعليمية هو التنوع بمعنى ألا يكرر المعلم الأنشطة نفسها والوسائل نفسها من درس إلى آخر فإن هذا التكرار يقلل من اهتمام التلاميذ ودافعيتهم ويطفئ شعلة حماستهم.
إن هذا التنوع مطلوب ليس فقط من درس إلى آخر ولكن خلال الدرس الواحد فقد أثبتت البحوث والدراسات مثلا أن قدرة الفرد البالغ على الإنصات ومتابعة المحاضرة لا تزيد عن عشر دقائق وتقل هذه الدقائق عند الأطفال بدرجة كبيرة لذلك ينبغي على المعلم أن ينوع في الأنشطة التعليمية فيتكلم هو بعض الوقت ويتناقش تلاميذه بعض الوقت ويترك لهم المجال لإبداء الرأي وحرية التعبير وقد يسمح لهم موضوع الدرس بالحركة والعمل اليدوي وقد تكون بعض الأنشطة داخل الفصل وبعضها خارجه وهكذا فكلما تنوعت وتعددت الحواس التي يستخدمها التلميذ في التعلم أدى ذلك إلى تعلم أفضل.
وعلى المعلم أيضاً أن يتعرف الفروق الفردية بين تلاميذه من حيث أنماط التعلم فقد دلت البحوث على أننا نختلف في الطريقة التي يتعلم بها كل منا فالبعض يتعلم أسرع عن طريق الكلمة المكتوبة أو المسموعة والبعض يتعلم أسرع عن طريق الصور والإيضاحات والبعض يتعلم أسرع عن طريق الممارسة وغير ذلك مما نطلق عليه نمط التعلم وكلما تواءمت الأنشطة التعليمية مع نمط تعلم المتعلم، كان التعلم أسرع وأعمق وأبقى.
هذا وتعتمد الأنشطة التعليمية أساساً على طرق التدريس المختلفة، فهي كما ذكرنا سابقاً مجموع أفعال المعلم وتلاميذه في الموقف التعليمي بهدف إحداث التعلم وطرق التدريس عديدة ومتنوعة ويتوقف نجاح أي منها على مدى مناسبتها للموقف الذي تستخدم فيه ولكل طريقة مواضع يفضل استخدامها فيها وعلى المعلم الكفـاء أن يعرف هذه المواضع حتى يتمكن من تخطيط الأنشطة التعليمية التي تؤدى إلى تحقيق أهداف درسه.
كالبحار والجبال والمحيطات والقارات والمجموعة الشمسية بكواكبها كما أن هناك بعض الظواهر بطيئة الحدوث كعملية تفتح الأزهار أو سريعة الحدوث كحركة أجنة الطيور ويصعب في هذه الحالات أن يرى المتعلم هذه الأشياء الدقيقة أو الضخمة بصورة واقعية أو يتابع تلك الظواهر إما لبطئها الشديد أو لسرعتها الكبيرة غير أننا عن طريق الوسائل التعليمية كالصور الفوتوغرافية أو المصورات أو الشرائح أو الأفلام التعليمية يمكن تعليم كل هذه الموضوعات للطلاب بشيء من اليسر فعن طريق مثل هذه الوسائل يمكن تكبير الصغير وتصغير الكبير بشكل لايخل بالمعالم العامة للحجم الأصلي كما يمكن تسريع البطيء وإبطاء السريع بما يمكن من فحصها ودراستها.
ويمكن بهذه الطريقة أن نكون لدى المتعلم صورة شبه حقيقية عن هذه الظواهر والأشياء بحيث تتكون لديه مفاهيم صحيحة عنها.
الاقتصاد في الجهد والمال والوقت؟
لعله من الواضح أن بعض موضوعات التعلم قد تكلف كثيراً عند دراستها ومن أمثلة ذلك دراسة تنوع البيئة في قاع الخليج العربي أو دراسة الحياة في الغابات الاستوائية الأفريقية فالتقاط صور أو تسجيل أفلام عن هذه الموضوعات مرة واحدة ثم نسخ تلك الصور والأفلام للاستفادة من هذه النسخ في المدارس المختلفة يوفر كثيراً من الجهد والوقت والأموال التي تتطلبها عملية الذهاب إلى مكان الدراسة وإجراءات تنفيذها في كل مرة.
حل مشكلات المتعلمين؟
يؤدى تنويع الوسائل التعليمية إلى الإسهام في حل كثير من المشكلات التي يعاني منها بعض المتعلمين مثل مشكلة ضعف السمع أو البصر فالمتعلم ضعيف السمع مثلا يمكن أن يتعلم أكثر من خلال الوسائل البصرية التي تعرض أمامه.
تنويع أساليب التعزيز؟
يمكن عن طريق الوسائل التعليمية تنويع أساليب التعزيز التي تؤدى إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة وتأكيد التعلم ولعل أوضح مثال على ذلك استخدام ويزيد من نشاطه ويظهر ذلك في مناقشات الطلاب واستفساراتهم في أثناء الدرس كما يظهر في نتائج تعلمهم.
وقد يزداد الانتباه بدرجة أكبر عند استخدام الوسائل التعليمية المخصصة للمتعلم في حالات التعلم الفردي والتدريب للمجموعات الصغيرة حيث ينهمك الطالب في العمل بمفرده أو مع جماعة من أقرانه متفاعلا بعمق مع المضمون التعليمي للوسيلة ومستخدماً أكثر من حاسة من حواسه مما يزيد من انتباهه بدرجة كبيرة.
زيادة كمية الإنجاز؟
عند الاعتماد على الطرق اللفظية في تدريس بعض الموضوعات نلاحظ أن هناك انصرافاً من بعض الطلاب عن متابعة الدراسة أو الانتباه وما يلبث هذا الأمر أن يتغير بمجرد استخدام الوسيلة التعليمية فنجد أن عناصر الحركة واللون والصوت وغيرها مما تتضمنه الوسائل التعليمية سرعان ما تجذب المتعلمين على اختلافهم للعمل والتعلم ومن ثم تزيد من كمية ما يقومون به من إنجاز فنجد غرفة الصف وقد تحولت إلى خلية نحل يتنافس أعضاؤها في العمل والنشاط بعكس ما كان عليه الحال عند الاعتماد على التدريس اللفظي بدون الوسائل التعليمية.
دراسة الظواهر الخطرة والنادرة؟
إن كثيراً من الظواهر الطبيعية كثورة بعض البراكين أو الانفجارات الكونية أو المذنبات النادرة كمذنب هالي كلها ظواهر يندر تكرارها في فترات متقاربة كما أن دعوة الطلاب لمشاهدتها على الطبيعة لإحداث الخبرة المباشرة الواقعية لدى المتعلم بها ينطوي على كثير من المخاطر.
وتستطيع الوسائل التعليمية أن توفر للطلاب الفرصة لدراسة مثل هذه الظواهر الخطرة أو نادرة التكرار عن طريق الصور بأنواعها وكذلك عن طريق الأفلام الملونة المتحركة التي تقدم صورة واقعية لهذه الظواهر دون تعريضهم للخطورة ودون ترقبهم لموعد حدوث هذه الظواهر.
دراسة الظواهر المعقدة؟
هناك بعض موضوعات التعلم التي تحتوى على معلومات عن بعض المكونات المجهرية الدقيقة للكائن الحي كالخلايا النباتية أو الحيوانية أو بعض الكائنات المجهرية كالبكتريا أو الفطريات كما أن هناك معلومات عن بعض الأشياء الضخمة.
وسائل بصرية؟
وهي التي تخاطب حاسة النظر وتحمل رموزاً بصرية تنفذ من خلال العين إلى المخ الذي يترجمها ويفسرها للمتعلم ومن أمثلة هذه الوسائل المصورات والمناظر الطبيعية والخرائط والنماذج المجسمة ويمكن أن يضاف إلى ذلك الكلمات أو البيانات التي قد تتضمنها هذه الوسائل لشرح محتوياتها.
وسائل سمعية بصرية؟
وهي التي تخاطب حاستي السمع والبصر أي تحمل النوعين من الرموز الصوتية والبصرية ومن أمثلة هذه الوسائل التسجيلات الفيديوية وبرامج التليفزيون والشرائح الشفافة المصحوبة بالصوت.
وسائل لمسية؟
وهي التي تخاطب حاسة اللمس وهي وسائل مهمة في دراسة بعض المجالات الدراسية مثل العلوم ومن أمثلتها العينات التي تتضمن أملاحاً خشنة أو ملساء أو سوائل لزجة أو أجساماً حارة أو باردة.
وسائل شمية؟
وهي التي تخاطب حاسة الشم وتحمل رموزاً شمية تصل إلى المخ عن طريق الأنف وتتعلق بالروائح المختلفة وهي وسائل مهمة أيضا في دراسة مجالات بعينها مثل العلوم والاقتصاد المنزلي ومن أمثلتها عينات المواد الكيميائية والعطور والمواد اللازمة لتجهيز الأطعمة وحفظها.
وسائل ذوقية؟
وهي التي تخاطب حاسة التذوق وتحمل رموزاً ذوقية تصل إلى المخ عن طريق اللسان وتتعلق بطعم المواد المختلفة وهي مهمة في دراسة الاقتصاد المنزلي والعلوم ومن أمثلتها عينات المواد المالحة والحامضة والقلوية وعينات الأطعمة المختلفة.