طريقة المناقشة؟
جاءت طريقة المناقشة لتتيح للمتعلم المجال للمشاركة والتفاعل مع الموقف التعليمي لذلك تعرف بأنها (هي الطريقة التي تسمح للمعلم بأن يشترك مع تلاميذه في فهم موضوع أو فكرة أو مشكلة ما وتحليلها وتفسيرها وتقويمها وبيان مواطن الاختلاف والاتفاق حولها).
من خلال هذا التعريف يتضح لنا أن هذه الطريقة تعتمد على المشاركة والتعاون الفعال بين طرفي العملية التعليمية تجاه الموقف الذي يواجه كليهما إلا أنه ينيقي الإشارة إلى أن طريقة المناقشة قد لاتصلح لتدريس كثير من المجالات العلمية كالعلوم التطبيقية، ومجالات اكتساب المهارات الصناعية والفنية لذلك نلحظ أن أفضل مجال لها هو مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية مثل اللغات والتاريخ وعلم النفس والاجتماع والآداب والاقتصاد ونحو ذلك ، لأن هذه المواد تختلف في طبيعتها عن العلوم الطبيعية، إذ ليس هناك اتفاق حول كثير من القضايا الأساسية والأحكام التي نطلقها عليها فكل معلم يدرسها بطريقته التي تتأثر بثقافته وخبرته.
كيفية السير في طريقة المناقشة؟
تتطلب طريقة المناقشة الهادفة أن يكون المعلم على دراية بأساليب إدارتها حتى يكون قدوة لمن يقوم بتعليمهم بهذا الأسلوب، ولهذا يفضل أن تسير طريقة المناقشة على النحو التالي:
1. أن يجلس المعلم المتعلمين بصورة تمكن الجميع من مشاهدة المشاركين في النقاش، لأن المشاهد غالبا ما يتطلع إلى رؤية من يتحدث أو يناقش فهذه المشاهدة تحدث نوعا من الاتصال والتفاعل بين المرسل والمستقبل، وبالتالي تتكون الرغبة في المتابعة، ثم الاستجابة للموقف التعليمي الذي يشاهده المتعلم ومحاولة إعمال فكره فيما يسمعه ويشاهده بهدف إصدار حكم عليه.
2. أن يتابع المعلم سير المناقشة حتى لا تخرج عن أهدافها، وفي الحق أن هربارت وضع أربع خطوات متميزة باتباعها يتمكن المعلم من تنفيذ درسه، إلا أن أتباعه أضافوا إليها خطوة خامسة، فأصبحت تعرف بعدها بطريقة الخطوات الخمس وهي:
أولاً : التمهيد؟
وبهذه الخطوة يبدأ المعلم درسه بحقائق يعتقد تماماً أنها معروفة لدى التلاميذ بمعنى أنه يبدأ بأشياء واضحة لدى الطفل مبنية على خبرات سابقة أو على مدركات حسية مألوفة لديه.
ثانياً : العرض؟
وفي هذه الخطوة يعرض المعلم مادة الدرس مرتبة، ويقدم الأمثلة والجزئيات، مستعيناً في ذلك بالوسائل التعليمية الملائمة.
ثالثاً : الربط والموازنة؟
وقد تكون هذه الخطوة أهم الخطوات الخمس وفيها يتقدم المعلم بعقلية الطفل إلى موازنة الخطوتين السابقتين أي يوازن بين العرض والتمهيد وكلما تمكن المعلم من ربط الجديد بالقديم ضمن فهم تلاميذه الدرس وقد يترك المعلم تلاميذه يقومون بإجراء الموازنة بأنفسهم.
رابعاً : التعميم الاستنتاج؟
وهنا يحاول المعلم أن يصل مع تلاميذه إلى التعريف أو القاعدة التي تستنتج من الأمثلة والجزئيات التي سبق عرضها.
خامساً : التطبيق؟
وفي هذه الخطوة يطلب المعلم إلى تلاميذه تطبيق ما سبق ذكره في الدرس على مواقف جديدة فمرحلة التطبيق إذن مرحلة تساعد التلميذ على أن يقوم بنفسه بحل المشكلات وفقا للقاعدة الجديدة أو التعميم الذي سبق فهمه.
لقد حاول هربارت بخطواته السابقة أن يبعث الحياة في الدرس، وأن يمد المعلم بوسيلة فعالة من وسائل العرض، وهو يعتقد أن التلاميذ لابد أن يتعلموا شيئا حتى يتكون لديهم الميل لتعلم أشياء أخرى فالميل أو الاهتمام يعني عنده الترابط السار الذي بوساطته تجذب الأفكار القديمة الأفكار الجديدة، ومن ثم كان ينصح المعلم بأن يعمل على كسب عزيمة الطفل واهتمامه عن طريق تلقين سابق للأفكار الحقيقية، وينصح بأن أفضل طريقة لحفظ النظام، تنمي التفكير والمعارف والاتجاهات، لذلك فالتركيز فيها ينصب على وظائف البحث والتنقيب أكثر من وظائف الإعطاء والتلقين.
إيجابيات طريقة المناقشة؟
لطريقة المناقشة عدد من الإيجابيات نشير إلى أهمها في الآتي:
1. تتيح الفرص المناسبة لإحداث التفاعل الإيجابي بين المعلم والمتعلم، وبين تساعد المعلم في التعرف على قدرات المتعلمين وميولهم واستعداداتهم، تعين المتعلمين على تنمية وسائل الاتصال اللغوي لديهم وغرس روح الديمقراطية والتعاون المثمر بينهم، وتنمية مهارات القيادة تنمي لدى المتعلم القدرة على الصبر وتقبل الآراء والأفكار المناهضة لأفكاره دون تحيز، المتعلمين فيما بينهم.
2. أن يتخلل طريقة الإلقاء نوع من الفكاهة التي تكسر الملل، وتروح على النفوس، وتجدد النشاط.