فضل تلاوة القرآن وأداب التلاوة وحكم التغني بالقرآن

Question

فضل تلاوة القرآن؟ 

تلاوة القرآن سنة من سنن الإسلام والإكثار منها مستحب لأنها وسيلة إلى فهم كتاب الله والعمل به وفضلها ثابت في القرآن الكريم والسنة الشريفة قال الله تعالى : ( إن الذين يتلون كتب الله وأقاموا الصلوة وأنفقوا مما رزقتهم سرا وعلانية يرجون بجرة لن تبور اليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور ﴾ [فاطر : ۲۹-۳۰] وروى مسلم عن أبي أمامة و رضي الله عنه أن رسول اللہ ﷺ قال : ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه (۱) لمران القران. 

وروى أبو داود والنسائي والترمذي عن رسول اللہ ﷺ قوله : « يقال لصاحب القـرآن اقرأ وارتق ورثل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ والتلاوة مع إخلاص النية عبادة يؤجر عليها المسلم وتقربه من خالقه روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول اللہ ﷺ يقول ومن قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها لا أقول ولا يزال له تأثيره بل زادت قوته قوة وحجته حجة فملامين المسلمين يطلقون أحكام القرآن ويطيعون أوامره بشكل اختياري ومن غير أي إخبار أو إكراه وملام الألسنة تتلوه صباح مساء وإذاعات العالم ثبت آياته من أقصى الأرض إلى أقصاها والمطابع تدفع كل يوم آلاف النسخ إلى جميع أنحاء العالم وفي كل عام نجد القرآن الكريم ينير بآياته مساحة جديدة من الأرض وينشر الإسلام في أناس لم يكونوا في عداد المسلمين من قبل ومع ذلك فإن المسلم يجد هذا الأثر جزئياً بالمقارنة مع ما يطمح إليه من وصول هداية القرآن الناس جميعاً وتخليص العالم من شرور المدنية المادية الحديثة وإنقاذهم من واقع حياتهم المليء بالرذائل والأهواء والتفنن في إثارة الشهوات وهذا متوقف ولا شك على عودة المسلمين إلى قرآنهم عودة صادقة ليسترشدوا بآياته ويلتزموا بأحكامه ويتعظوا بعيره ودروسه وعندها يمكن للمسلمين أن يكونوا دعاة إصلاح وسلام صادقين وناجحين كما صدق ونجح أسلافهم من قبل ويوم يتحقق ذلك يفرح المؤمنون بنصر الله ( الم ) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف (1) وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال : والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران وكان الصحابة رضوان الله عليهم يحافظون على تلاوة القرآن ومنهم من يختم في اليوم والليلة ومنهم من كان يختم في أكثر روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال لي رسول الله ﷺ : اقرأ القرآن في شهر قلت : إني أجد قوة قال : اقرأه في عشر قلت إني أجد قوة قال اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك وأما القدر الذي ينبغي للمسلم أن يقرأه ليختم القرآن فيختلف باختلاف الأشخـاص يقول النووي في كتابه الأذكار المختار أن ذلك مختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ وكذلك من كان مشغولاً بنشر العلم أو فصل الحكومات أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة فليقتصر على لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ولا فوات كماله وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل أو الهذرمة في القراءة.

آداب التلاوة؟

القرآن الكريم كلام الله تعالى وكـلاوة كلام الله آداب يجب مراعاتها والمحافظة عليها وهي إعلام النبيـة الله والتجرد عن الأهواء والرغبات والأغراض الدنيوية الزائلة لأن بعض هذه الأشياء إن وجد كان حجاباً كثيفاً بين القارئ أو السامع ومن كلام الله تعالى تحسين الهيئة واستقبال القبلة والتظهر والتطيب وتنظيف الفم بالسواك وترك العبث أو الالتفات، استحضار القلب والتأهب لقراءة القرآن كأنما يسمع من الله سبحانه واجد الاستعاذة عند ابتداء القرية لقوله تعالى : فإذا قرأت القرءان فاستعيذ بالله من الشيطن الرجيم [النحل : ٩٨] ثم البسملة في مطلع كل سورة سوى سورة و براية. 

الخشوع والتدبر في معاني القرآن والوقوف على كل عبرة ومعنى والتأثر بكل وعد ووعيد قال تعالى : أفلا يتدبرون القرءان ولوكان من عند غير الله توجد وافيه أخيلنا كثيرا [النساء : ٨٢) وقال سبحانه : (ويخرون للأذقان يكون ويزيد هو خشوعه [الإسراء : ۱۰۹] .

تحسين الصوت بالقرآن وتجويده وترتيله ترتيلاً حسناً قال تعالى : ورتل القران ترتيلا ﴾ وقال رسول الله ﷺ : ( زينوا القرآن بأصواتكم ) الاجتماع للقراءة وتوسيع المجلس ليتمكن القراء من الجلوس فيه لما روی مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة الله وذكرهم فيمن عنده 

ويجب على السامع للقرآن أن ينصت ويفكر في آياته سواء أكان يسمعه من قارئ أو من مذياع قال تعالى : ( وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ﴾. 

Answer 1

التغني بالقرآن

ذكرنا فيما سبق أن من آداب التلاوة : تحسين الصوت وتجويد التلاوة ونزيد هنا هذا الأمر وضوحاً فنقول إن تحسين الصـوت وتزيينه بالقرآن مستحب ولو بالألحان العربية المعروفة ولكن بشرط مراعاة آداب القرآن وملاحظة الأحكام المنصوص عليها في علم التجويد وعدم الإخلال بأي حكم من أحكام القرآن ويؤيد هذا قول النبي ﷺ لأبي موسى الأشعري لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود أي أوتيت صوتاً حسناً وكان عبد الله الله عنه بن مسعود رضي قارئاً ندي الصوت ويجيد تلاوة القرآن وقد قال عنه رسول الله ﷺ : من أحب أن يقرأ القرآن غضاً كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد يعني ابن مسعود وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : سمعت رسول اللہ ﷺ قرأ في العشاء بالتين والزيتون فما سمعت أحدا أحسن صوتاً منه متفق عليه وفي أبي داود والبخاري تعليقاً أن النبي عليه الصلاة والسلام قال زينوا القرآن بأصواتكم ليس منا من لم ينغن بالقرآن أما المبالغة في التجويد إلى حد الإفراط والتكلف فحرام لأن فيها زيادة حرف أو إخفاء حرف ويوضح الماوردي في كتابه الحاوي هذا الحكم فيقول و القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صفته بإدخال حركات فيه وإخراج حركات منه أو قصير ممدود أو مذ مقصور أو تمطيط يخفى فيه اللفظ فيلتبس به المعنى فهو حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقرأ به على ترتيله كان مباحاً لأنه زاد بالحانه في تحسينه الغناء ومن وقد نبه العلماء على ما ابتدعه الناس من قراءة القرآن بنغم شجي يتردد فيه الصوت تردد الوقع الموسيقي وعبر الرافعي في كتابه إعجاز القرآن عن ذلك بقوله : ومما ابتدع في القراءة والأداء هذا التلحين الذي بقي إلى اليوم يتناقله المفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم ويقرؤون به على ما يشبه الإيقاع وهو أنواعه عندهم في أقسـام النغم ( الترعيد ) : وهو أن يرعد القارئ صوله كأنه يرعد من البرد أو الألم و ( الترقيص ) وهو أن يروم السكوت على الساكن ثم ينقر ركة كانه في عدو أو هرولة و ( التطريب ) وهو أن يترنم بالقرآن ويتنغم به فيمد في غير مواضع المد ويزيد في المد إن أصاب موضعه و ( التحزين ) وهو أن يأتي القراءة على وجه حزين يكاد ييكي مع خشوع وخضوع.